الدكتور شحرور بعد التحية و الإحترام, اود ان اطرح قضية طرأت إلى ذهني منذ حوالى ثلاثة ايام, إثر قراءتى لمقال للباحث بسام جرار من موقع نون للدراسات و الأبحاث القرآنية. كان المقال يتحدث عن اوجه التشابه بين قصتى ميلاد يحيى و عيسى عليهما السلام, على الوجه التالى: 1. عندما بشر زكريا عليه السلام بغلام إسمه يحيى, ابدى دهشته كما فى الآية (قال ربًٌُ أنى يكون لى غلام و كانت إمرأتي عاقرا و قد بلغت من الكبر عتيا) (مريم 8). و الدهشة نفسها ابدتها مريم عندما بشرت بعيسى, عليهما السلام (قالت أنى يكون لى غلام و لم يمسسنى بشر و لم اك بغيا) (مريم 20) 2. كان الرد على كلا التساؤلين متماثلا فى قوله تعالى (قال كذلك قال ربك هو على هين..) (مريم 9), و قوله (قال كذلك قال ربك هو على هين) (مريم 21). 3. كانت تسمية كلا من يحيى و عيسى, عليهما السلام, بواسطة الوحى مباشرة. 4. وردت بعض التعليمات من الله لزكريا و مريم, عليهما السلام, بما يفيد الإبتعاد عن الناس, و الإمتناع عن الكلام, (قال رب اجعل لى آية, قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا) (مريم 10), و قوله (فإما ترين من البشر أحدا فقولى إنى نذرت للرحمن صوما فلن اكلم اليوم إنسيا) (مريم 26). 5. لم يكلم زكريا قومه حين خروجه من المحراب, بل إستخدم لغة الإشارة, فى قوله (فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة و عشيا) (مريم 11) لاحظ (فاوحى إليهم). كذلك الأمر مع مريم, فى قوله (فأشارت إليه قالوا..) (مريم 29) هذا بعض الإقتباس من مقال بسام جرار. اما عن الأمر الذى اثار فضولى, فهو ان القصتين تتحدثان عن ولادتين تمتا بغير القوانين الطبيعية (المعروفة) حينها, إن لم تكن من الغيبيات حتى زمننا هذا. و فى هذا إشارة واضحة لوجود قوانين طبيعية أخرى, من شأنها تحقيق عملية الحمل ثم الولادة, لا ندرى عنها. الأمر الذى حيرنى ايما حيرة كان فى رد مريم, عليها السلام, على بشرى الملائكة بالمولود, فى قوله (و لم يمسسنى بشر و لم أك بغيا). لقد كنت افهم هذا القول, طيلة حياتى, على ان مريم تقول أنه لم يمسسها بشر, أى العملية التلقيحية الطبيعية, و لم تكن (بغيا) بمعنى انها ما كانت من المنحرفات اخلاقيا, بحيث يمكن الحمل بصورة غير شرعية. و فى هذه النقطة بالذات تكمن مشكلتى. إن كان فهمنا لرد مريم هو انها لم تكن متزوجة (حتى يمسسها بشر) و لم تكن باغية (حتى تحمل بالحرام), إن كان ذلك كذلك, ألم تكن عبارة (و لم يمسسنى بشر) كافية تماما لتوصيل المعنى؟ انا افهم ان (و لم يمسسنى بشر) تشمل العلاقات الشرعية و غير الشرعية, حيث تم ذكر (بشر) للدلالة على القانون البيولوجى للإخصاب. الا يمكن إعتبار (و لم اك بغيا) قانونا آخر تماما للعملية الإخصابية, بحيث لا تعنى (بغيا) البغاء حصرا؟ املى فى الله و فيكم كبير فى استيضاح ما إلتبس على فى هذه القصة, و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته |
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق