الثلاثاء، 10 نوفمبر 2009

الأسئله والأجوبه 27

الاسم المنار البلد -
استاذي الفاضل د . محمد شحرور حفظه الله

1) - هناك ما يؤرقني بخصوص فهمي للآيات الكريمة التالية :
( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) (البقرة:197) .
كيف يكون الحج اشهر معلومات ونقصره نحن على اربعة ايام ؟ وقوله تعالى ( من فرض فيهن ) هل يعني بأن الأربعة الأيام ممكن تكرارها خلال هذه الاشهر المعلومة ؟؟ سيما وان الآية الكريمة في سورة البقرة تقول (( وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (البقرة:203) ولم يعرف الأيام بأل التعريف .

( وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) (التوبة:3)
ما هو الحج الأكبر ؟ ... وهل هناك حج اصغر ؟

( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) (البقرة:158)
بعيدا عن تفاسير السلف واسباب النزول .. ومن واقع النص القرآني .. هل يعني ذلك بأن السعي بين الصفا والمروة غير واجب في الحج والعمرة ؟

2 )- ايضا لدينا اشكالية في فهم مصطلح (( ملك اليمين )) في التنزيل الحكيم .
ورغم ما قدمتموه من جهد مشكور في كتابكم (( الأسلام والأيمان )) من تعريف للعبودية والعبادية والرقاب وملك اليمين .. الا أني لاحظت دعوتكم في كتابكم الأخير ( دراسات فقهيه معاصرة ) الى اعادة النظر في فهمنا لمصطلح ( ملك اليمين ) .... الأمر لا زال يثير كثير من التساؤلات التي تنتهي بنا الى طرق مسدودة .
هل نطمع ان تقوموا بتأليف كتاب خاص لهذا الموضوع ؟؟

3) - ايضا الآيات الكريمة التالية :
( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ) (القيامة:22)
( إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) (القيامة:23)
الا تنفي هذه الآيات ما ذهبتم اليه من عدم رؤية العباد لله ؟
اقدر لكم سعة صدركم .. وكريم اجابتكم سلفا .
ولكم خالص التحية والتقدير .
البريد الإلكتروني - التاريخ 26/5/03
الأخ الكريم: المنار

إني أؤجل الجواب حيث أني أكتب مقالة كاملة كبيرة عن هذه الآية ستقلب مفاهيم كثيرة عن الحج .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وأنتم بخير جميعاً ورمضان كريم علينا وعليكم.
دمشق
أخوكم
د. محمد شحـــرور


الاسم شوفالييه البلد -
سعادة الدكتور محمد شحرور أهلا بك ...

أستاذي لا شك أن كتابكم ... الكتاب والقرآن قراءة ومعاصرة ... أحدث ثورة وضجة ... في عالم التفسير القرآني إلا انها ظهرت إتهامات ... حول منهجية البحث المتبعة في كتابكم منها:
الإتهام بالماركسية كمصدر تفكير لديكم .
الإتهام بإنطباق فكركم مع الماركسيه.
لماذا هذا المسمى ... الكتاب والقرآن قراءه ومعاصرة ...
هل إتبعتم بأسلوبكم منهج السكاكي في كتابة مفتاح العلوم كمنهج علمي متطور.
تحياتي لكم سعادة الدكتور ووفقكم الله .
البريد الإلكتروني - التاريخ 26/5/03
بسم الله الرحمن الرحيم

إلى شوفالييه / العبث والعبثية :

يعتبر ماركس مادياً صرفاً، لامكان في مذهبه للنبوءات والوحي والبعث والرسالات السماوية، وأنا أؤمن بهذا كله. لكنني أقف طويلاً أمام تسمية الماركسية تهمة، ففي الفكر لاتوجد اتهامات ولا إدانات. هناك من يعتبر الليبرالية الأمريكية تهمة. وطريقة تبادل الاتهامات طريق مسدود لايخدم الحوار. والحكمة ضالة المؤمن أينما كانت وأياً كان قائلها. وإذا قرأ أحدنا قوله تعالى " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض .." (البقرة 251) ، وأعلن أن هذا الدفع والتدافع في كتاب الله تعالى، هو ذات ما عبر عنه ماركس بالديالكتيك .. فهل تتهم القارئ بالماركسية؟
أما عن اتباعي منهج السكاكي، فأنا استأنست بكل المناهج وخاصة الجرجاني ومدارس اللسانيات الحديثة.


الاسم analwafi البلد -
سيدي واستاذنا الفاضل الدكتور محمد شحرور

أرحب بك ولاأستطيع ان اصف سعادتي بحضورك معنا والشكر موصول لادارة طوى النشطة التي فازت باستضافتك المثرية والمفيدة..
لدي سؤال ربما يكون طويلا..
- ورد في القران الكريم قوله: {وزوجناهم بحور عين} يقصد المؤمنين الذين يدخلون الجنة, ثم انه يرد من ضمن اوصاف الجنة وجود ولدان مخلدون او غلمان يطوفون على أصحاب الجنة لخدمتهم.
كما ورد وصف لاصحاب الجنة انه قد نزعت منهم الشهوة ومايتعلق بالحاجات البشرية من اكل وجنس واخراج..
- السؤال: كيف يزوجون حورا عين وهم وهن ليس لديهم أهلية العمل الجنسي لانهم من اهل الجنة؟ولو افترضنا ان الزواج لايعني الجنس فلماذا يرد الزواج وليس المعاشرة مثلا؟ ثم ما ضرورته وقد نزعت الغريزة الداعية للالتقاء بالجنس الآخر؟
-ثم مامصير النساء المؤمنات كذلك اذا سلمنا بان الحور العين هي مثوبة من الله لعباده في الجنة؟ هل لهن حور عين من الرجال مثلا؟ وان كان لا, فهل يمارس الله نوعا من التفرقة بين الجنسين بحيث يهب الرجال حورا ولايهب النساء؟ ولو فعل فماذنب المراة انها خلقت امراة وهو الذي خلقها؟ ألا يتنافى ذلك مع صفة العدل التي هي له سبحانه؟
- ثم من هن الحور العين ومن هم الغلمان المخلدون؟ ولماذا هم الذين يخدمون غيرهم, أليسوا كذلك لهم حق بان يكونوا من اصحاب الجنة ويحق لهم مايحق لغيرهم؟
أليس في وجود فئة"خادمة"وفئة "مخدومة" يعني وجود طبقية بين أهل الجنة يمارسها الله عليهم؟ وهل الخدمة تعتبر عقوبة أم كرامة إذا سلمنا بوجودها في الجنة وتخدم مخلوقين؟

ودمت سالما..
البريد الإلكتروني - التاريخ 26/5/03
إلــى : ANALWAFI :

1 -نزع الله ما في قلوب أهل الجنة من غلّ ولم ينزع منهم الشهوة والنكاح، كما أنه لم يرد أي وصف بنزع الشهوات من أهل الجنة.
2 – وزوجناهم بحور عين ، والأزواج هنا للذكور والإناث معاً والحور العين هم من الذكور والإناث معاً أي لأهل الجنة من الإناث حور عين من الذكور. ( إقرأ كتابي الأول – الكتاب والقرآن ص 231 – 232 .
3- في الجنة قوانين غير القوانين السائدة في المجتمعات الدنيوية حيث الخلود واختفاء ظاهرة الموت. فمفهوم الخادم والمخدوم والطبقات مختلف عما هو في المجتمعات الأرضية.
4 – الجنة مجتمع إباحي بحت ولا يوجد فيه شرائع ولا قوانين. فالممنوع في الجنة غير موجود أصلاً بخلاف المجتمع الأرضي . فأكل الخنزير حرام ولكن الخنزير موجود فعلاً كمخلوق.


الاسم فاتن البلد -
سيدنا الفاضل الاستاذ الدكتور محمد شحرور..

لحظة سعيدة ورائعة ان نلتقي بمفكر اسلامي كبير وجها لوجه ؛ واعتبر هذا من الانجازات الجديرة بالتقدير والاعجاب التي تبذلها ادارة طوى لاعضائها وقرائها وتقوم بدور تنويري للمجتمع تشكر عليه.. يسرني أن أرحب بك وأحييك في طوى..
لدي سؤال حول الردة في الإسلام وعقوبتها:
المعلوم أن الإسلام كفل للفرد حرية العقيدة وهناك ايات كثيرة تؤكد هذا المبدأ الأساسي في الاسلام منها {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} ومنها {لااكراه في الدين} ومنها {ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء} و {لكم دينكم ولي دين} وغير ذلك من آيات تقوم على فكرة أن الإسلام يحترم عقيدة الإنسان ولايلزمه على دين معين.
ولكن هناك أية أوآيات آخرى تتوعد المرتد كقوله تعالي:
{و من يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } .
وقوله: { يا أيها الذين آمنوا من يرتدد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم و يحبونه }
وقوله {إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعدما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم }
ومعلوم ان الصحابي ابوبكر الصديق قد اجتهد فطبق حد الردة على من ترك الاسلام على اساس انه لايحق لمن دخل في الاسلام ان يخرج منه..
هل ترى في حد الردة عنفا يسيء للاسلام نفسه لاسيما انه لم يرد نص صريح بقتل المرتد سوى حديث لاادري عن صحته يقول {من بدل دينه فاقتلوه} ولم يقل ارتد، والتبديل ربما له معنى اخر ليس بالضرورة الردة.. والايات السابقة عن الردة هي مجرد توعد وتهديد وليس فيها حكم بالقتل على المرتد.
وهل ترى ان اجتهاد ابي بكر وغيره من الصحابة ملزم لنا بحيث يتحول تصرفهم الى نص مقدس يلزم المتأخرين عنهم اتباعهم فيه على اساس ان فهمهم البشري يتفوق على فهم غيرهم؟
ومما يجدر ذكره هنا ان القول بقتل المرتد يعني انه لن يجرؤ احد على التنصل من الاسلام حتى لو لم يقتنع فيه خوفا على حياته مما يعني انه يؤمن ايمانا نفاقيا من غير قناعة ولاصدق, وكأن الاسلام يتطلب هذا النوع من الدين بحيث يكفي من الشخص ان يقدم ولاء ظاهرا بانه مسلم ولكن لايهمهم مايعتقده في قرارة قلبه, في حين ان الله لاينظر الى الاشكال بل الى القلوب؟
ثم الا ترى بان القول بالردة وبمحاربتها يعني الزام الناس بالقوة على الاسلام وأطرهم عليه بالعنف,مما يتنافى اصلا مع معنى الايمان الذي لابد ان يكون نابعا من القلب وبصدق وقناعة..
وهل تلاحظ أن القول بالردة ينفر الناس من الدخول في الاسلام على اساس أن الدخول فيه مغلق لايمكن التراجع عنه مهما بلغ الإنسان من قناعة في عدم صحته مايمارسه من عمل؛ لاسيما وان الديانات الاخرى لاتقول بالردة حسب معرفتي..
آمل إلقاء الضوء على هذه المسألة..ولك خالص الشكر والتقدير..
البريد الإلكتروني - التاريخ 26/5/03
إلى فاتـــــــن :
لقد كفل الإسلام فعلاً وحقاً حرية الفرد في اختيار معتقده، هذه الحرية التي تشمل استطراداً – بالفرض – هجر المعتقد إلى معتقد غيره لسبب أو لآخر. ومن هنا فأنا أرى الحكم الفقهي بقتل المرتد عن الإسلام هدماً للحرية المكفولة أساساً، وقد أعلنت هذا الرأي في غير موضع من كتبي حيث أن أساس العلاقة بين الله والناس هي العبادية وليست العبودية. والعبادية هي التعبير عن حرية الاختيار.
ولكن، إذا كان الإسلام قد كفل حرية الفرد بأن يؤمن أو لايؤمن، فإنه لم يكفل حرية الحرابة، والإفساد في الأرض، والكيد علناً للإسلام وأهله، والدعوة إلى ترك الصلاة والزكاة. ومن هنا دعوت إلى التفريق بين الردة الفكرية العقائدية الفردية والردة السياسية بما فيها من قتل وقتال بوجوده عند كل أهل الأرض وليست وقفاً على المسلمين . فنحن نقرأ في السيرة الشريفة أن النبي (ص) قال يوم فتح مكة: من دخل داره فهو آمن وقرأنا أنه أمر بهدم الأوثان في ساحات مكة وأماكنها العامة، ولم نسمع أنه أمر بتتبع الناس الى بيوتهم ودخولها وتفتيشها لو كان الهدف البحث عن الأصنام.
أما الحديث المنسوب إلى النبي (ص): من بدل دينه فاقتلوه. فأتصور أن سلخه هكذا مفرداً عن الجو العام للموضوع الذي قيل فيه هو سبب الإشكال، وإن صح فإنه لايحمل الطابع الأبدي وإنما الظرفي البحت ولايقاس عليه لأن الإطلاق في الحكم دون تخصيص يقود إلى الإكراه والإلزام بالقوة بالدين، وهذا يعارض النص القرآني.
وأما عن اجتهاد الصحابة والأئمة والفقهاء، فهو عندي للإستئناس ولا إلزام فيه، فهم رجال ونحن رجال كما قال أبو حنيفة. وأما عن حكم الردة في الأديان الأخرى، فهو موجود . فقد حكم المجلس اليهودي الأعلى على سبينوزا بالنفي، وطبق رجال الكنيسة أحكام الحرمان على مخالفيهم .


الاسم عصفور الحرية البلد -
هل الإسلام جاء للعرب فقط أو لسكان الجزيرة العربية، أم أنه لجميع البشر بما فيهم أهل الكتب السماوية من يهود ونصارى؟
اذ يلاحظ ان في القران توجيهات يبدو انها مرتبطة بالعرب وبثقافتهم كحقوق الاقارب والوالدين ومسائل الدية وغيرها مما لايتناسب مع الثقافات الاخرى.
وهل القرأن يلغي بقية الكتب و الديانات الاخرى كاليهودية والنصرانية ام انه مكمل لهما؟ وان كان الاسلام عاما فلم لم يامر الرسول اليهود والنصارى بان يسلموا والا اعتبرهم كفارا؟ بل سموا "اهل الكتاب".
وما رأيك بالديانات الثلاث الاسلام - المسيحية - اليهودية من حيث: تعزيز سلوك العنف أو التسامح بين المنتسبين للدين..؛ ومن حيث: تقبل الحضارة والتقنية وروح العصر أو الانطواء والرجوع للماضي ومحاربة كل جديد..؛ ومن حيث: إعمال العقل والتدبر في الكون وفي الحياة أو التشجيع على الحفظ والاتباع لما قيل فقط..؟
وتقبل الشكر والتحية والاحترام..
البريد الإلكتروني - التاريخ 26/5/03
إلى عصفــور الحريــة :
- لقد جاءت الرسالة المحمدية لكل أهل الأرض. فالله تعالى يأمر رسوله الكريم " قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً" الأعراف 158 .
- صحيح أن التنزيل الحكيم نزل بالربية على العرب، لكن ما فيه مرتبط بثقافات ومعارف كل الشعوب الأخرى. فحقوق الجار والبر بذوي القربى وبالوالدين وأحكام الدية في القتل موجودة في كل المجتمعات وليس العربية منها حصراً.
- نحن نقول بأن الإسلام جاء " مكملاً " لما سبقه من رسالات، الدين فيها واحد، يؤيدنا في هذا ، قول المسيح عليه السلام، وقول النبي (ص) ، والإسلام على لسان محمد (ص) طلب من اليهود والنصارى أن يصدقوا برسالته، لأنهم أصلاً مؤمنون بالله بحسب كتبهم. من المفيد العودة إلى كتابنا الثالث " الإسلام والإيمان" ، ففيه مزيد من التفصيل.
- مفهوم التسامح يختلف من شريعة إلى أخرى. فبينما هو مغلق تماماً في الشريعة اليهودية بتطبيقاتها التاريخية وكتب الفقه فيها، فالثوب النجس عندهم لايطهر إلا بالقص، والعقاب يلحق بنسل الآثم حتى الجيل الرابع، نجده مفتوحاً على مصراعيه في المسيحية، يخضع لقول المسيح عليه السلام : أحبوا مبغضيكم، ولقوله : من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر . أما في الشريعة الإسلامية فهو مرَشَّد غير مغلوش!! يقول تعالى " الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله" البقرة 194.
- تقبل الحضارة والتقنية وروح العصر، والانطواء والرجوع للماضي ومحاربة كل جديد، وإعمال العقل والتدبر في الحياة، أو اتباع ما قيل فقط .. هذه كلها مواقف ومنطلقات يأخذ بها المرء أو يتركها نتيجة قراءاته. ورأيي فيها مبثوث في كتبي، فالتفصيل فيها يطول.


الاسم الهيصر البلد -
الدكتور الفاضل محمد شحرور
اسعدالله اوقاتك بكل خير
هناك في الحقيقة استفسارات وايضاحات
ارجو ان يتسع صدرك وحلمك لي لطرحها
تظل كتبكم وما تكتبون مثير للجدل يهدم اساس كثير
من المثقفين والمتعلمين وما درسوه وما لقنوه او حفظوه
ويظل ايضا ما تكتبون خروجا على تاريخ 1200 سنة هجرية
هي تاريخ التدوين للحديث تقريبا(غير محققة)
اذا نصل الي ان 1200 سنة من تاريخنا ووفقا لما كتبت
هي صورة غير حقيقية لواقع الرسالة والنبوة والقران والذكر وام الكتاب
ومعنى ذلك هدم الحضارة الاسلامية منذ ذلك التاريخ
السؤال هنا سيدي هل تجد ان الاساس الخاطىء قادر على ان يبني حضارة يبني تطورا علميا وثقافيا الواقع الحالي يؤيدك
التاريخ لا يؤيدك
عند تطبيقك للواقع الان نجد انه ربما معك حق في تصورك
فالتخلف وما نحن فيه وماتريد الوصول اليه من خلال طرحك يؤيد وجهة نظرك
لكن عند التطبيق قبل 1200 سنة نجد ان هذه تسمى هرطقة
وتسمى مجافاة للواقع وظلم بواح له
ان اغلب العلماء والمفكرين المجددين نادوا بثبات الاصول المتعارف عليها
مع فتح باب الاجتهاد والعودة فقط الي ماتسميه الذكر والسنة الصحيحة
بعد تتدقيقها وتمحيصها وتحقيقها بشكل اكثر دقة
ايضا يحيرني هذا السؤال
لنفترض ان كلامك صحيح هل ابن عباس وابن مسعود
لايعرفان ذلك ولاينقلانه لنا حتى ولو بصورة مشكوك فيها وهما ترجمان القران وحبر الامة
الا يوجد ولا دليل واحد محسوس...
اخيرا دكتورنا الفاضل..
سورة كاملة في القران الكريم وفقا للمفهوم الذي تعلمناه
هي سورة القمر تتكرر ((ولقد يسرنا القران للذكر فهل من مدكر))
هل تجد ان الخطاب لعموم المسلمين ام للنخب المتعلمة والثقافيه
ان قلت النخب فسياق الايات لايعطي هذا التصور
وان قلت لعموم المسلمين فهذا ايضا ربما يصطدم معك
اتعرف لماذا لان تصورك وما تطلبه كان خطاب اعلى من مستوى تفكير المسلمين..
وكثير هي ايات المخاطبة لعموم المسلمين...
.........
حتى اوضح وجهة نظري
ابن مظعون وتفسيره او (تأويله) لاية الخمر كان من عموم المسلمين حتى لو كان صحابيا
وتفسير(تأويله) عمر بن الخطاب اختلف جذريا وفكريا حيث انه اراد ان يقيم عليه الحد لشربه الخمر
كان تفسيرا لنسمه (نخبويا،علمويا...الخ)
اليس احتكار النصوص وتاويلها هو سبب الازمة
اذا لنخرج تفسير(قراءة) النصوص وفقا لفهم المسلمين الحالي
ووفقا لفهم عامتهم لا نخبتهم
اليس هذا حل اخر ...
ان ما تطالب به يجعلنا نضع ايضا الوصاية في قراءة النصوص سواء للقران
او...الخ عند اناس معينين
ربما يجد احفادنا او احفادهم لهم ( قراءة الراوي) (قراءةالملهم)
وقراءات مختلفة..
ونعود من حيث بدءنا...
اوراق صفراء وحمراء..
وازمة يخرج بعدها دكتور يبين لنا وجهة نظركم كانت خاطئة..
انا لاانتقدكم سيدي ولكنه تصور مستقبلي ربما تتكرر احداثه

شاكر ومقدرا سعة حلمكم وصبركم على اطالتي المملة
دمتم بحفظ الله ورعايته
الهيصر
البريد الإلكتروني - التاريخ 26/5/03
إلى الهيصر الهارب إلى الحرية الشارب من السراب مع الكرامة :
سيل من أسئلة دقيقة واضح الموجات رقيق الدفقات ينساب في ثنايا سطورك عطَّره أدب الحوار بأريج لاتخطئه الأنف الذواقة، رغم بعض المفردات الحادة الحاسمة المبثوثة هنا وهناك، كالخروج على التاريخ .. وهدم الحضارة الإسلامية .. والكتابات المثيرة للجدل .. وغيرها.
إن فهم منطلقات ( الآخر ) وفهم معاني ومقاصد مفرداته، أمر بغية الأهمية في عملية الحوار . وإلا تحولت إلى حلقة من برنامج " الإتجاه المعاكس " . فالذي ينطلق من مسلمات موروثة آبائية، وينطلق في حواره من تقديس التراث وأهله ، وينطلق من أن مر القرون على الخطأ يجعله صوابا، لابد أن يرى في كل رأي مخالف خروجا. علما بأننا نحن ننظر إلى الإسلام الذي وضعت أسسه النظرية في العهد الأموي وصيغ في العهد العباسي . أي أننا ننظر إلى الإسلام بعيون الشافعي وأحمد وجعفر الصادق، لا بعيوننا نحن ولا نقول أن ما فعلوه خطأ ونحن الصواب . ولكن نقول ما فعلوه كان مناسباً لهم وما نفعله الآن هو مناسب لنا . لأنه – عندي – كتاب الله نص مفتوح غير مغلق على ذاته بمفرداته وتراكيبه. والذي يعتقد بأن ما بين أيدينا من التراث هو كل التراث، وبأن ما أقام الحضارة الإسلامية بالأمس هو ذاته في كتب فقه اليوم وفي دهاليز المؤسسات الدينية الرسمية الآن، لابد أن يحكم على كل الناقدين بالهدم والتخريب.
والذي يؤمن بأن رجال الدين في المؤسسة الرسمية هم العلماء ورثة الأنبياء في الحديث النبوي وهم المعصومون المالكون للحقيقة المطلقة، لابد أن يكفر كل من يتصدى لهم ويتهمه بالعمالة والهرطقة.
المشكلة في منطلقاتنا نحن!! من قال لك إن ابن عباس وابن مسعود لايعرفان ذلك معرفة نسبية تتناسب مع أرضيتهم ولم ينقلاه إلينا؟ مسألة الإرث وتوزيعه، مثلاً كانت إحدى أهم نقاط الخلاف بين ابن عباس وعثمان، واللجوء إلى الرد والعول في توزيع المواريث أثارت استنكار ابن عباس، واستغرب أن يضع الله لنا – وهو العليم بعدد ذرات رمال عالج حسب تعبير ابن عباس نفسه – نظاماً للمواريث تشطح فيه الأنصبة عن مبلغ الإرث ويحتاج فيه إلى العول، أو تنقص فيحتاج مع النقص إلى الرد.
مسألة الحديث النبوي، مثلاً، والإفراط في روايته بالمعنى، والاتكاء عليه وتوظيفه، نبهنا إليها ابن مسعود وأبو بكر والإمام علي وعمر عملياً في أكثر من خبر. وقد رفض عمر جمع الحديث النبوي وتدوينه، وقرع رأس أبي هريرة بالدرة على إكثاره من رواية الحديث، أما ابن مسعود فيقول أحد أصحابه: لزمت ابن مسعود عشرين عاماً، ماسمعته مرة قال " قال رسول الله " إلا رأيت العصا ترتجف تحت يده. أما الإمام مالك، فقد رفض ما أمره به أبو جعفر المنصور من نسخ موطئه لإلزام الناس به .. رحمهم الله جميعاً .. كأني بهم كانوا يرون مانحن فيه اليوم.
المنطلقات التي قامت عليها حضارة الأمس، ليست موجودة اليوم لأنها كانت مناسبة لهم ولدولتهم. كانوا يقرؤون كتاب الله مباشرة حسب أرضيتهم، ونحن نقرأ اليوم (المنتقى) من كتب تفسير لايسمح لنا الهامانات والفراعين أن نقرأ غيرها. كانوا يسيرون في الأرض ليروا كيف بدأ الخلق، ونحن اليوم نعتمد روايات التوراة ونسير عليها حذو النعل بالنعل. كانوا يقربؤون ويفهمون ويطبقون ما يصلح لظرفهم الزمكاني وضمن إمكانياتهم. ويختلفون في الفهم ويتجادلون فيه، ويطيعون من يستحق الطاعة، ونحن اليوم نستعير فهم الآخرين، ونمنع الحوار، وندعو إلى طاعة الحاكم حتى لو جن أو فسق وحتى لو ألهب ظهور الناس وأخذ أموالهم.
خذ مثلاً حد السرقة. يقول تعالى " والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما..," المائدة 38. قال بعضهم القطع هو البتر، واليد هو العضو المعروف، أي أنهم فهموا النص على وجه الحقيقة. فذهب قسم منهم إلى أن القطع لايجوز أن يتعدى الأصابع، وقسم أجاز القطع إلى الرسغ، وقسم إلى الساعد، وقسم إلى المرفق. وذهب قسم منهم – حسب قول السيوطي – إلى بتر الأرجل إن تكررت السرقة بدلالة قوله تعالى " أيديهما" وليس "يديهما " . لكن بعضاً آخر فهم النص على وجه المجاز، فالقطع عنده هو المنع واليد هي الاستطاعة، والسواطير لامحل لها في تطبيق حد السرقة. وكأني بأصحاب البعض الأول يرون أن السارق إنما صار سارقاً بالفطرة، ولاعلاج لها إلا بالبتر، أما أصحاب البعض الثاني فيرون فيها مكتسباً اجتماعيا لاحقاً، يتم علاجه بعلاج الأسباب والدوافع.
منطلقات حضارة الأمس ليست بالتأكيد منطلقاتنا اليوم. كانوا طائفة واحدة ومذهبا واحدا ونحن اليوم طوائف ومذاهب ألطف سلاح في حروبها التكفير. سنة وشيبعة وظاهرية وباطنية وحنفية وشافعية وسبعية واثني عشرية ووهابية وأحمدية ومالكية وحنبلية، ولكل من هذه وتلك رجالها وفقهها وكتبها. فمن الذي جعل الطائفة الواحدة شيعا؟ إنهم الفراعين وشركاؤهم الهامانات!! وليس هذا مجرد زعم من عندي، إنه قول الله تعالى " إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا.." القصص 4. ونفهم أن كل من يجعل الناس شيعا، أو يقبل بأن يبقوا كذلك، هو فرعون مهما كان الإسم الذي يتستر به.
أما ما ينادي به " أغلب العلماء والمفكرين المجددين من ثبات الأصول المتعارف عليها وفتح باب الاجتهاد والعودة إلى السنة بعد تدقيقها وتمحيصها" فهي دعوة " تخـديرية " للإستهلاك المحلي فقط كباقي الدعوات التخديرية الأخرى. إذ ما المقصود ب ( الأصول المتعارف عليها" ؟ الرسالة والأم عند الشوافعة من الأصول .. وشرح حاشية ابن عابدين عند الأحناف من الأصول .. ورسالة التوحيد عند الوهابية من الأصول.. وفقد ابن تيميه معمول به في بلد إسلامي كأصل ومتروك في بلد أخرى.. والمجالس والمراكز الإسلامية في العالم على دين مموليها.. وما المقصود بالاجتهاد المنوي فتحه بعد أن مضى على إغلاقه تسعة قرون منذ عصر المتوكل؟ إنهم لايمنعون الاجتهاد على شرطين: ألا تخالف قولاً قيل. وألا تأت بما لم يقل. وما المقصود بتدقيق السنة وتمحيصها؟ ومن يقوم بالتدقيق والتمحيص؟ فإن قلت رجال المؤسسة الدينية، وجب أن تحدد كتب السنة النبوية المقصودة بالتدقيق والتمحيص.. فكلها عند أصحابها وتابعيها صحيحة ومعصومة .. وكلها لاحاجة لإعادة تدقيقها بعد أن استصفاها البخاري ومسلم والكليني وأحمد ومالك وأبو داوود.. وإن قلت الناقدون المجددون ضحك الجميع!!
أما مسألة الخمر وشربها والحد عليها، فهي كما قلت تماماً، ولعل ابن عبد ربه، قاضي القضاة في الأندلس، في العقد الفريد ، وابن قتيبة الدينوري في الاعتبار أفضل من شرح تعدد الأحكام فيها والفهم لها.
وأما سؤالك عن قوله تعالى " ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر" فهي لعموم الناس بمن فيهم من خواص وعوام، ويفهمها هؤلاء وأولئك كل بحسب قدراته، ويعبر عما فهمه منها حسب مستواه المعرفي، ولاتعارض بينهما. فالماء مثلاً عند العوام هو ذلك السائل الذي جعل منه الله كل شيء حي، أما عند الخواص فهو هيدروجين وأوكسجين وأملاح يتبخر فيصير غيماً ويتجمد فيتحول إلى جليد، وهو طاقة تدير الطواحين أنهاره، وتمخر السفن والغواصات بحاره، ولكنه يبقى السائل الذي جعل منه الله كل شيء حي.
أخيراً .. لقد صدقت في عبارتك الخاتمة .. فستدور الأيام .. وتنضم كتبي إلى التراث.. وسيخرج ذات يوم دكتور آخر .. يرى أشياء لم أرها أنا .. وسيكون صادقاً مع واقعه.. كما أحاول أن أصدق مع واقعي .. ثم يمضي بدوره ليخرج بعده ثالث .. تلك سنة الحياة .. ولن تجد لسنة الله تبديلا..


الاسم rame البلد -
يقول الاستاذ الدكتور عبد الصبور شاهين :

ان الدكتور شحرور له منطلق غير المنطلقات التي نعرفها في المجتهدين في الإسلام ، ومنطلقه بكل أسفي تغطي عليه المادية الجدلية ومن المعلوم أن عليه معالجة قضايا الدين بمنطلق ماركسي يمسخ الدين مسخاً كاملاً ، لذلك كانت شطحات د. شحرور دائما ناشئة من الاختلاف والمسافة بين المنهج الإسلامي الصحيح والمنهج المادي الماركسي ، وأعتقد هنا أن د. شحرور قد أعاد النظر في كثير من مقولاته بناء على مناقشاتنا معه تلك التي دامت 14 ساعة على شاشة أوربت ، إن تفسير شحرور يمثل شطحات غربية لا يسلم بها أهل الإسلام أبداً فمثلا حديثه عن قوله تعالى (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ..) الآية سورة النور، واضح تفسيره لهذه الآية أنه ليس معه ذرة من الصواب حيث يقول إن الزينة في هذه الآية تعني فرج المرأة، وأن الجيوب في هذه الآية تعني أيضاً الفرج والشرج وما بين الثديين وما تحتهما وما تحت الإبط، إذ يقول إن هذه الأماكن كلها جيوب وهي المقصودة بالتغطية والستر. والمعلوم أنه لا يوجد في اللغة ما يمكن أن يعتمد عليه هذا المذهب في التفسير وإنما هو مجرد نخع واللغة لا تكون نخعاً أبداً وإنما هو رواية لجيل عن جيل إلى أقدم الأزمان ولا يجوز أبدا القول في كتاب الله "بالنخع" حيث يقول إن الزينة في الآية تعني الفرج معنى ذلك أنه قد وقع في مأزق شديد الضيق لأن هذا الاتجاه فرض عليه أن يقول إن المرأة لا بأس بأن تظهر فرجها لوالد زوجها أو أبناء زوجها واخوتها ..الخ. ما جاء في الآية وهو أقرب إلى تقاليد مجتمع العراة الذين يعيشون في غابات بولونيا ولا أدري ما الذي يدفع رجلا محترما له زوجة محجبة إلى أن يضع نفسه في هذا الحرج إلا أن تكون الرغبة في الإدهاش أو خالف تعرف وتفسيره أيضا للتعدد نوع من التهريج لأننا لا نستطيع أن نتجاهل واقع التعدد في عصر النبي وصحابته وهو الذي يفسر لنا اتجاه الإسلام في هذا المجال وقد ثبت أن تعدد الزوجات هو حكم تشريع يدافع به الإسلام عن الأمن الأخلاقي للمجتمع،

د - شحرور ماهو رايكم بهذا الكلام ..؟
رامي ..
البريد الإلكتروني - التاريخ 26/5/03
إلى رامـي :
رأيي بما قاله الشيخ عبد الصبور شاهين هو ما أعلنته في ندواتي معه على شاشة أوربت. أما عن أنني أعدت النظر في فهمي لحجاب المرأة والتعددية الزوجية فأمر لم يحصل. وأما عن منطلقي الماركسي بماديته الجدلية التي تمسخ الدين مسخاً كاملاً، فأنا بحمد الله معافى منه. وكان عليك ياولدي رامي أن تسأل الشيخ شاهين عن رأيه وقد صار هدفاً للجان التكفير بعد أن كان عضواً فيها وذلك بعد أن أخذ أطروحة البشر والإنسان من كتابي (الكتاب والقرآن) ونشرها في كتابه أسماه ( أبي آدم) . وللتأكد من إعادة النظر هذه إقرأ كتابي الرابع (فقه المرأة) حيث صدر عام 2000 في شهر أغسطس آب .


الاسم خالد بن سنان البلد -
ارحب بالدكتور محمد شحرور أطيب ترحيب.
واسأله: إن فكرة تطبيق الحدود الشرعية (في الإسلام) مثل قطع اليد او جلد الزاني او رجم المحصن..الخ تكاد تكون شبه مرفوضة عالمياً..وخاصة لتوسع مفهوم حقوق الإنسان..فما هو مفهوم الدكتور شحرور للحدود في الإسلام .
سؤال ثاني: في حالة قطع اليد للسارق كما يعمل به في السعودية. ما لذي يمنع ( شرعاً) ان يقوم آهل المقطوعة يده بأخذه لأقرب مستشفى وتركيب يده قدر المستطاع..؟
سؤال ثالث: إن الأديان والمذاهب من أحد أهم أسباب الانقسام بين الشعوب..علماً آن الأديان أتت لتقرب مابين الناس...فما هو السبب؟؟
سؤال اخير: ماهي السنه وهل هي مكمله للقران؟؟
وجزاكم الله كل خير.
البريد الإلكتروني - التاريخ 26/5/03
إلى خالد بن سنان :
- الحدود الشرعية في الإسلام بجانبيها الأدنى والأقصى حدود ملزمة سواء قبلتها دول العالم الأخرى أم لم تقبلها. ولقد ضرب الله لنا مثلاً بحد الزنا، بجعله الجلد بدلاً من الرجم الذي كان سائداً قبل نزول آية النور 2 . وأفهمنا أن الحدود تنحو منحى التخفيف بمرور السنين والرسالات المتعاقبة وارتقاء الجانب الإنساني عند الناس، وهناك تخفيف في العقوبات بين شريعتي موسى ومحمد (ص) . وأن استعمال السيف في المواطن التي تكفي فيها العصا، مضر كاستعمال العصا في مواطن السيف.
لايوجد شرعاً فيما أعلم ما يمنع المقطوع من تركيب يد صناعية.. أو إعادة تركيب يده المقطوعة .. ولكن دعنا من الهمز واللمز.. فنحن بكل جدية أساساً نفهم آية المائدة 38 على وجه المجاز وتنتهي المشكلة.
- اختلاف الشرائع يقود إلى الانقسام ما لم يفهم المرء مقاصد الشريعة وهو علم جليل.. واختلاف المذاهب يؤدي إلى المذابح ما لم يفهم المرء أن المذاهب أساساً طريقة في الفهم والتطبيق وليس معياراً في التكفير.
- وهل نزل القرآن ناقصاً لتكملة السنة ؟ هذا قول خطير!! فالإكمال هو الإتيان بتكملات إضافية لم تكن موجودة وهذا محال بحق الرسول (ص) في ضوء قوله تعالى " ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين" الحاقة 44-46. ثم علينا أن نميز بشكل واضح وجلي بين السنة النبوية والسنة الرسولية . محمد (ص) من مقام النبوة كان مجتهدا وكل أقواله وأوامره ونواهيه في مقام النبوة لاتحمل الطابع الأبدي لذا فهي ليست شرعاً إسلامياً بالأصل . ولو صحت لايقاس عليها منها حديث ( ماأفلح قوم ولوا أمورهم امرأة) أما أقواله من مقام الرسالة فهي سنة رسولية ملزمة مثل آلية الصلاة حيث تحمل الطابع الأبدي وبدون هذا التفريق بين المقامين لا أمل لنا من الخروج من عنق الزجاجة الذي نحن فيه . فالأحاديث النبوية أو قل الأحاديث الأموية أصبحت سيفاً مسلطاً على رأس كل فكر حر إبداعي .


الاسم مرمر البلد -
فرصة جميلة أن نلتقي بالمفكر الدكتور محمد شحرور، فأهلا بك..
القرآن الكريم نص قابل للتفسير وللتأويل معاً، والتفسير يعني عرض معاني الكلمات في حين أن التأويل يحاول الوصول إلى المعنى والمراد؛ ولاشك أن التفسير عمل عضلي يحتاج إلى إلمام بالمعاجم في حين أن التأويل عمل عقلي يحتاج إلى آليات عقلية وفكرية وأدوات معرفية تؤهل صاحبها لكي يتتبع السياق ويفهم المقصد مع ربط النصوص بهيكلها العام.
وتوجد كتب كثيرة للتفسير ورغم أنها تتعامل مع اللغة إلا أن بعضها يصر على معنى معين دون سواه، ومثال ذلك كلمة "مكاء" التي أقسم ابن مسعود أنها تعنى الغناء أو الصفير، ولاأظنه كان بحاجة لأن يقسم لكي يثبت رأيه لولا وجود خلاف حول هذا المعنى..
وأعتقد بأن قابلية النص القرآني للتأويل وتعدد أوجه الفهم دليل قوي على عظمته، لكن البعض يريدون تقييده في فهم معين وحصره في زوايا خاصة، كما يفعل الوهابيون عندنا في السعودية مثلا، حيث يوردون الآية ولكنهم لايفكرون فيها بل ينتقلون بعدها مباشرة إلى عرض راي ابن تيمية أو ابن حنبل أو ابن عبدالوهاب أو ابن باز أوغيرهم في هذه الآية؛ مما يعني أنهم يتخذون من النص القرآني مجرد زينة شكلية في حين ان النص المتبع هو "التفسير" أو الرأي المفهوم من الآية.
ومثال ذلك تفسيرهم لقوله تعالى في سورة الفاتحة "غير المغضوب عليهم ولا الضالين" فيصرون على أن المغضوب عليهم هم اليهود و الضالين هم النصارى، دون أن توجد أي قرينة لالغوية ولامعنوية في النص القرآني نفسه تحيل إلى هذا المراد سوى راي الإمام أحمد بن حنبل؟
ويتجاهلون بعض التفاسير التي تشير إلى المعنى اللغوي المباشر وهو (المغضوب عليهم هم الذين فسدت إرادتهم فعلموا الحق وعدلوا عنه والضالين هم الذين فقدوا العلم فهم هائمون في الضلالة لا يهتدون إلى الحق)، ويبدو أن المعنى اللغوي هو الأقرب إلى منطوق الآيات؛ لأن القول بالتفسير الحنبلي/الوهابي- يعني أن هناك حكما ضد الديانات السماوية التي أنزلها الله نفسه وكأنه يحكم على نفسه بالخطأ تعالى الله عن ذلك!
سؤالي يتفرع إلى جزئين: الأول، ماالسبب في رأيك في هيمنة "تفسير معين" على الفكر السعودي الديني خاصة وإلغائهم النص الأصل "القرآن"؟ وهل ترى أن هذا التصرف خاطيء دينياً من حيث أنهم يسيئون إلى القرآن الكريم في الوقت الذي يدّعون "صوتياً" تقديسه وهم في الحقيقة يقدسون "أشخاصا" كابن تيمية وابن القيم والبهبهاري وغيرهم ويرون فيهم العصمة والحق المطلق بحيث يتتبعون كل قول لهم ويعيدون تفسيره؟
والشق الثاني يتعلق بحدود التأويل التي يمكن أن نصل إليها حينما نتتبع كل نص، أريد أن أفهم الإسلام كدين عظيم لايخالف الفطرة السوية ولكني أحياناً أواجه مشكلات "أخلاقية" في الإسلام، فمثلا لدي مشكلة في فهم آية تعدد الزوجات وواقع رفض الرسول أن يتزوج علي بن أبي طالب على ابنته فاطمة وتهديده له بألا يفعل.. الذي أفهمه أن تعدد الزوجات يعتبر خيانة زوجية للمرأة وارباك لنظام الاسرة الصحية ولاأعتقد أن الإسلام يريد للأسرة التمزق والتدهور باعتباره ديناً فطرياً؛ ويؤيد ذلك واقع موقف الرسول من زواج علي. لهذا يمكنني أن أفهم التعدد بسبب ظروف اقتصادية قاسية كحال الرسول مع زوجاته اللاتي لم ينجب أكثرهن فليس هناك في مثل تلك الحال خوف على الأسرة بمثل الحال اليوم ممن يفرخون أطفالا يزيدون على العشرين -من عدة زوجات- ولايحسنون تربيتهم..(كحالنا في السعودية)
ماأريد قوله هو، كيف يمكن ضبط بعض معايير الفهم والتأويل، هل يمكن للنص القرآني أن يستقل، أم أنه لابد من النظر في الواقع لربط الموضوع بظروفه كزواج الرسول مثلا؟
ولك المودة,,
البريد الإلكتروني - التاريخ 26/5/03
إلى مرمر:
- وصفك للتفسير بأنه عمل عضلي وللتأويل بأنه عمل عقلي ليس على ما ينبغي. هناك فرق بلا شك بينهما، لكنه ليس كما ذكرت. ثمة رؤية جديدة تتشكل عندي للتفريق بينهما مع الشواهد ستصدر في كتابي القادم بإذن الله.
- أنا معك في كل ما ذهبت إليه حول تفسير قوله تعالى " غير المغضوب عليهم ولا الضالين" بأنهم اليهود والنصارى. والواقع أن من خرج عن الصراط المستقيم (المحرمات) هو إما من المغضوب عليهم كقاتل النفس بغير حق فهو من المغضوب عليهم . ول كان من أتباع محمد (ص) أو موسى أو عيسى أو بوذا. أما الذي يشرك بالله فهو من الضالين كائنا من كان. أما الشرح بأن المغضوب عليهم هم اليهود والضالون هم النصارى هو تعصب في غير محله. إذ أين البوذيون والكونفوشيوسيون والشنتو، ألا يوجد لهم محل وكأن هناك إلهين اثنين .
- مسألة هيمنة تفاسير معينة على الفكر الديني في هذا البلد أو ذاك، هي كما أجبت أنت بذاتك ، ولا أعيد .
- التعددية الزوجية مباحة في الإسلام، إنما ضمن شروط شرحتها مع آياتها في كتابي الرابع (فقه المرأة) ص 301 – 311 ، وهي ليست مشكلة أخلاقية أو خيانة زوجية أو إرباك لنظام الأسرة تمزقه وتدهوره. قد تكون تطبيقياً كما هو سائد في بلدك كذلك.
1- السنة النبوية الصحيحة كما عرّفتها وشرحتها بالتفصيل في كتابي الرابع (فقه المرأة) ص 125-170 ، هي التطبيق العملي الأول للتنزيل الحكيم النظري الموحى، وليست مكملة ولا مفصلة ولا مبينة له. فهو كامل مفصل مبين بذاته. أشكرك على اتفاقك واختلافك معي فهذا هو حال وطبيعة الأشياء. وكما قلت وأكرر القول بأن السنة تقسم إلى سنة نبوية غير ملزمة ولاتحمل الطابع الأبدي ولو صحَّت . وسنة رسولية تحمل الطابع الأبدي مثل آلية الصلاة ، ومع الأسف إلى هذا اليوم لم تقسم السنة إلى نبوية ورسولية ، ومن السنة النبوية أيضاً زواج المرأة بولي أمر فهي عادة عربية استعملها النبي فهي سنة نبوية لاتحمل الطابع الأبدي وهي ليست شرط بصحة الزواج وكذلك سفر المرأة مع محرم هي سنة نبوية وليست سنة رسولية.
2- المعتزلة فرق ومذاهب، قد أتفق عقلياً مع بعضها وأختلف مع بعضها الآخر، فإطلاق القول هنا خطير.
3- دعني من المفردات الرنانة والمصطلحات الفخمة .. العقل ضروري والنقد البناء ضروري أيضاً والفلسفة عندي أم العلوم.
4- وماذا تسمي إذن ما كتبته في كتبي الأربعة؟ أما إلى أية مدرسة ينتمي نقدي للعقل الديني، فأعترف أنني لم أطرح على نفسي هذا السؤال. هل ترى أن ذلك معيب.؟
5- في طور استعادة الذات على أول الطريق الصحيحة.
6- التمسك بالثوابت العقلية، ووعي الواقع ، والإيمان بأن الخاتمة للمتقين، يخرج بك إلى مأمن من هذه الطاحونة.
7- ببساطة وإيجاز: لا أدري ما المخرج .
8- رحم الله الشاطبي. فمقاصد الشريعة علم جليل، ومفتاح لفهم الأحكام وتقويمها. ولا شك أن لكل متدبر لكتاب الله تعالى ولكل متفكر في خلق السموات والأرض مقاصد إلهية يراها في تشريعاته قد تتطابق مع مثلها لدى آخرين وقد لاتتطابق .. والحديث طويل .. طويل.
9- .........
10- إنني أبعد ما أكون عن الجو الفكري السعودي ، فقل لي أنت .. هل هناك تجاوب ؟


الاسم مسامح البلد -
سيدي الفاضل الاستاذ الدكتور محمد شحرور
قرأت هذا الراى في تعدد الزوجات وكان موجها لإحد (العلماء) الذي كان ضيف لدى منتدى الوسطية ولكنه لم يجب عليه !!
ولا اخفيك ان هذا الراى قد سرني جدا وأريد معرفة وجهة نظرك فيه .
==============================
الرأي في تعدد الزوجات
يعتبر تعدد الزوجات من أهم المشاكل التي تواجه المرأة العربية الإسلامية بشكل خاص وتواجه الإسلام أمام العالم بشكل عام , فإذا فهمنا أن آية تعدد الزوجات الواردة في أم الكتاب هي من آيات الحدود فينقلب فهمنا للآية تماماً وتصبح الآية شاملة للنواحي التاريخية ( التطور التاريخي السابق والمعاصر ) وشاملة لأنبل النواحي الإنسانية
وردت آية الحدود في تعدد الزوجات كالتالي . .. ( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا) (النساء:3
لنشرح أولاً الاصلين ( قَسَطَ . عَدَلَ ) فالأصل ( قسط ) في اللسان العربي أصل صحيح يدل على معنيين متضادين تماماً والبناء واحد , ففي المعنى الأول هو العدل مع المساعدة كقوله تعالى ( إن الله يحب المقسطين ) والمعنى الثاني الظلم والجور كقوله تعالى ( وأمّا القاسطون فكانوا لجهنم حطبا ) وكذلك الأصل ( عدل ) له معنيان متضادان الأول إستواء والآخر إعوجاج ... وهناك فرق بين القسط والعدل . فالقسط يكون من طرف واحد والعدل بين طرفين .
لقد جاءت هذه الآية معطوفة على التي قبلها في قوله ( وإن ) .. والتي قبلها وردت بحق ( اليتامى ) في قوله تعالى ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً ) (النساء:2) .. ونحن نعرف أن اليتيم بمعناه الوارد في كتاب الله أنه فاقد الأب فقط وقاصر أيضاً ( أي دون سن الرشد ) فهذا يعني أن أمه على قيد الحياة وليست طاعنة في السن , فجاءت آية تعدد الزوجات وهي آية حدودية لتغطي الحد الأعلى والحد الأدنى في الكم , والحدين الأعلى والأدنى في الكيف .
حدود الكم : ... بما أن هذه الآية تتكلم عن النكاح في قوله ( فانكحوا ) وبدأ بالمثنى من النساء من حيث الكم . وبما أن الرجل لايمكن أن ينكح نفسه أو ينكح نصف إمرأة , فالحد الأدنى هنا هو الواحده , والحد الأعلى هو الأربعة , والخطوة هي مثنى , ثلاث , رباع , حيث في عدد النساء أو الرجال لا يمكن أن يكون هناك عدد كسري أي أن حدود الله في تعدد الزوجات هو الواحدة حداً أدنى والأربعة حداً أعلى , وهنا عطف مثنى وثلاث ورباع ليبين أن الحالة عدد صحيح كأن نقول : جاء الناس مثنى وثلاث ورباع ... فإذا تم منع تعدد الزوجات فنكون قد وقفنا على حدود الله ( الحد الأدنى ) في الكم دون أن نتعداها .. فمن ناحية المبدأ لا يوجد أية حرمة في ذلك , وإذا سمحنا بالتعددية حتى الأربع فنكون قد تحركنا ضمن حدود الله من حيث الكم . ووقفنا في بعض الحالات على الحد الأعلى وهذا ما حصل فعلاً خلال أربعة عشر قرناً مضت وهو إطلاق الكم من الواحدة إلى الأربع دون النظر إلى ( الكيف ) إطلاقاً ... لذا فقد فسروا قوله تعالى ( فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ) هنا فهموا ( تعدلوا ) بين الزوجات لذا فقد رجّحوا بأن أساس التعدد في الزواج هو الواحدة وقالوا إن تعدد الزوجات هو لظروف إضطراريـــة .....................................................
حدود الكيف .... نقصد الكيف هنا هو : هل الزوجة بكرأم ثيب ؟ وإذا كانت ثيباً فما وضعها أأرملة أم مطلقة ؟ إذا أخذنا الكم فقط دون النظر إلى الكيف فلا يمكن إطلاقاً ربط جواب الشرط ( فأنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع .. الآية ) بالشرط وهو ( وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى ) . فإذا أردنا أن نزبط جواب الشرط بالشرط فيظهر لنا الكيف التالي :
بما أنه لم يذكر الأولى من ناحية الكيف فهذا يعني أنه أطلق الكيف في الزوجة الأولى حبث يمكن أن تكون بكراً أو أرملة أو مطلقة , ولكي نربط جواب الشرط ( فأنكحوا ما طاب لكم من النساء ) بالشرط وهو الإقساط إلى اليتامى فينتج لدينا بالضرورة أنه يتكلم عن أمهات اليتامى ( الأرامل ) هنا نرى أنه أطلق الكم حتى الأربعة وقيّد الكيف بأن تكون الزوجة الثانية حتى الرايعة من الأرامل ذوات الأيتام وأن يتزوجهن الرجل ويأخذهن كزوجات مع أولادهن . في هذه الحالة ضم أولاد الأرامل في الإعالة والتربية إلى أولاد الزوج , وفي هذه الحالة ينطبق على الزوج قوله تعالى ( وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمََنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً) (النساء:6) .. فإذا أخذ الرجل ثلاث أرامل زوجات وضم أولادهن إلى أولاده فهذا يعني أنه أصبح كثير العيال وأصبح عليه عبء مالي كبير جداً , في هذه الحاله نفهم قوله تعالى ( فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ) أي تعدلوا بين الأولاد ( أولاده وأولاد زوجاته الأرامل ) وهنا ظهر فعل ( عدل ) بين أولاده وأولاد زوجاته أما فعل ( قسط ) فقد جاء لليتامى فقط أي طرف واحد لأنه بدأ الآية : ( وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى ) فإذا خاف ألا يعدل بين الأولاد فواحدة , وبما أن الكلام عن التعددية فالخطاب للمتزوج لذا بدأ بالمثنى , فالواحدة هنا تعني الثانية وليست الأولى , أي إذا كان الرجل قادراً على التعددية من الناحية المالية فقد شجعه الله سبحانه وتعالى أن يتزوج على الأقل أرملة واحدة زوجة ثانية ويأخذها مع أولادها وقد أكد على هذا المعنى في نهاية الآية بقوله تعالى ( ذلك أدنى ألا تعولوا ) . و ( تعولوا ) جاءت من الأصل ( عول ) ومعناها كثرة العيال والجور , فعندما يصبح الرجل كثير العيال وتكبر عليه المسؤوليات المالية والتربوية فيمكن أن يقع في عجز وبالتالي يقع في الجور .
وهكذا نفهم الحديث النبوي .. إن صح ( أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة ) وأشار إلى إصبعيه . فهذا الحديث يمكن أن يكون تعليقاً على هذه الآية وتشجيعاً للرجال بالزواج من أرامل وكفالة أولادهن . هنا نرى الناحية الإنسانية في تعدد الزوجات وإن الله سبحانه وتعالى أجاز تعدد الزوجات ضمن آيه حدودية حيث يتبين لنا حرص الله سبحانه وتعالى على الأرامل والأيتام . وبما أن هذه الآية حدودية فيمكن للمشّرع أن يبني عدة إحتمالات في التشريع حول التعددية وبما تمليه الظروف الموضوعية ففي حالات الحروب مثلاً ونقص عدد الرجال يمكن للمشّرع أن يجيز الزوجة الثانية وما فوق بأن تكون أرملة دون أولاد ولكن لا يجوز أبداً أن يتزوج إنسان أرملة وعندها أولاد ويأخذها دون أولادها فهذا خروج عن حدود الله ويجب ألا يسمح التشريع الإسلامي بذلك أبداً .
وقد أعطى الله سبحانه وتعالى تسهيلات بالنسبة للراغبين بالزواج من أرامل مع أولادهن وذلك بأن أعفاهم من الصداق في قوله ( وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيماً) (النساء:127).. هنا نلاحظ كيف أعفى الرجل من صداق الأرامل بشرط رعاية أولادهن الأيتام . وفي حالة الزواج من أرملة لم يطلب الله سبحانه وتعالى العدالة بين النساء حيث أن الزواج هو في الأصل من أجل الأيتام لذا قال تعالى ( وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً) (النساء:129).. وقوله تعالى ( وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلّاً مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعاً حَكِيماً) (النساء:130) .. فالمطلوب هنا ألا يترك الرجل إحدى زوجاته كزوجة أمام الناس فقط لذا قال ( فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعّلقة ) بل يجب أن يمارس الحياة الزوجية معها . وفي حال طلبت إحدى الزوجات الطلاق فيحق لها ذلك تماماَ دون غمط حقوقها لذا قال تعالى : ( وإن يتفرقا يغن الله كلاً من سعته .. الآيه )
وهنا لابد أن ننبه إلى زيجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث تذكر هذه الحالة من بعض المغرضين ضد الإسلام وهذا التنبيه هو التالي : لقد كانت بعثة محمد صلى الله عليه وسلم هي الحد الفاصل بين الأولين ( الإنسان الحديث ) والآخرين ( الإنسان الحديث والمعاصر ) حيث كان محمد صلى الله عليه وسلم النبي الخاتم . فالأولون قبله والآخرون من بعده إلى أن تقوم الساعة والآخرون هم المجتمعات العصرية المتحضرة وقد كانت بعثته هي المرحلة الإنتقالية بين الأولين والآخرين , ولقد كانت زيجاته من سنن الأولين وليس من سننا نحن وقد أكد هذا في قوله تعالى ( مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً) (الأحزاب:38) ... هنا نلاحظ قوله تعالى ( سنة الله في الذين خلوا من قبل ) ونلاحظ أيضاً كيف ذكره في مقام النبوة في قوله تعالى ( ما كان على النبي ) وليس ( ما كان على الرسول ) . وقد ذكر الله سبحانه وتعالى إن هذا يسبب حرجاً على النبي وعلينا لذا فقد نبهنا بأن. منهجنا نحن , لذا فإننا نستنتج ما يلي :
البحث في زيجات النبي صلى الله عليه وسلم هو ضرب من ضروب العبث لأننا نناقش هذه الزيجات بمقايسنا المعاصرة , لا بالمقاييس القديمة وهنا يكمن سوء الفهم والإلتباس . إن النبي صلى الله عليه وسلم في زيجاته لا يعتبر أسوة لنا أبداً وكذلك زوجاته لا يعتبرن أسوة لنساء المسلمين ( يانساء النبي لستن كأحد من النساء ) قال تعالى ( يا نساء النبي ) ... ليبين لنا أن هذا تعليم وليس تشريعاً .....
البريد الإلكتروني - التاريخ 26/5/03
الى سامح :
الرأي في التعددية الزوجية التي عرضتها وارد تماماً في كتابي الأول (الكتاب والقرآن) وكتابي الرابع ( فقه المرأة ص 301 – 311 .

هناك تعليقان (2):

  1. د. محمد شحرور
    اعتبرك من المستنبطين المشار اليهم في الآية 83 من سورة النساء قوله: { {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} } وقد أكون مخطئاً
    دكتور انا اعتقد ان (الشي طان) ليس مشخصاً وانما هو ( كل شئ ) يوطينا عن منزلتنا التي كرمنا الله بها ولا اعتقد ان ابليس هو رمز للشيطنه فالسؤال هنا يطرح نفسه وهو ( من شيطن ابليس عندما رفض تنفيذ امر الله بالسجود لادم ؟) كذالك لايوجد شيطان في الجنه حين خلق ادم ولا قبله ولا بعده ايضا الهوي ان كان فيه ما يسئ للنفس المطلقه هذا من الشيطنه فنحن لا نقول اعوذ بالله من ابليس ولم نؤمر بالاستعاذة منه ولكن أُمرنا بالاستعاذة من الشيطان ولكي توضح الصورة كما اعتقد هو ان نقول اعوذ بالله من كُلِّ شئ (طان) يوطيني ويهبطني عن منزلتي الآدمية الانسانيه او يطأني برجله الرجل تعبير مجازي لتوضيح المعني ، أيضاً أودّ ان تشاركني الرأي بتوضيح معني (الرجيم) فنقول ( اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) اي اعوذ بالله من كل شئ يطأني ويوطيني ويهبطني عن منزلة التكريم بقول او فعل ويجعلني اكتسب اثماً به ارجم في جهنم اي ان هذا الشئ هو الذي يرجمنا ولنا نحن نرجم الشيطان كما هو متعارف عليه ومعني اخر او مفهوم اخر وهو ان الرجيم يقصد به ان الله جعل في علمه الأزلي بعد الفناء والبعث والاستقرار في الجنة ان الشيطان رمز الشر (مرجوم ) اي منتهي اي لايوجد شئ يجعلك تفكر تفكيرا غير سوي
    لذالك جعل الله الرجم من شعائر الحج رمزا لمهني الرجم الذي اشرت اليه اٰمل منك يادكتور ان تعلق علي ذالك ولَك مني التقدير والاحترام

    ردحذف
  2. زوجي يعطي لأولاده من زوجته المتوفاة ذهبا ولايعطيني فهل يجوز فعله ويحرض أحفاده ضدي مع العلم اني لم ارزق باولاد

    ردحذف