عزيزى الفاضل الدكتور محمد شحرور لقد اكرمنا الله بك و بافكارك المستنيرة، حتى اصبحت للحياة عندى معنى آخر تماما، و للإسلام و القرآن موقعا عظيما فى قلبى. بارك الله فيكم و سدد خطاكم و ووفقكم إلى ما فيه صلاح هذه الأمة لدى يا سيدى إستفسار بات يؤرقنى منذ فترة طويلة، بعد ان اطلعت على الفرق بين الرب و الإله فى كتابكم الأول (الكتاب و القرآن). فى نظرى قد إنسجمت جميع ايات التنزيل الحكيم مع ما ذهبتم إليه من التفريق بين "رب" و "إله"، من حيث ان الربوبية علاقة صارمة بين الله و جميع المخلوقات, و لا تتاثر حتى بمعرفتنا لها او الإيمان بها. اما الألوهية فهى إقرار العاقل بان الله هو إلهه, و هى علاقة تخضع للخيار الإنسانى, قبولا او رفضا. و بالتالى فاننا نجد الله تعالى يذكر ربوبيته على مستوى جميع المخلوقات, و يحصر الوهيته بالإنس و الجن من ناحية, و بالإيمان او الكفر بهذه الحقيقة. كنت قد ذكرت فى بداية رسالتى هذه ان التنزيل قد تطابق مع هذا الشرح للفرق بين المفهومين, ما عدا مرة واحدة فقط على حسب علمى المحدود, و ذلك فى سورة الناس. يقول تعالى: (قل أعوذ برب الناس , ملك الناس , إله الناس) إننى ارى المعنى واضحا فى الآيتين الأولى و الثانية, و لكنى اقف حائرا امام الآية الثالثة و التى تقول بان الله (إله الناس) بصورة قطعية. كيف يستوى هذا فى ظل القول بان الألوهية علاقة إختيارية يقرر الناس فيها من هو إلههم و من يعبدون؟ ام ان ذلك يسوقنا لمفهوم وحدة الأديان, و هو مفهوم غير سليم بالنسبة لى. ام ان هنالك تشابها كبيرا فى كلمة (الناس) نفسها فى هذه السورة, بحيث تعنى الإنسان فى الآية الأولى, و الإنسان او شيئ آخر فى الآية الثانية, و تعنى شيئا مختلفا تماما فى الآية الثالثة؟ بعد الإمعان و التفكير الطويل اجد نفسى اميل لهذه الفكرة, خصوصا و ان هذه السورة اسمها سورة (الناس) و هو اسم له مغزى بالتأكيد, ثم ان كلمة الناس قد تكررت خمس مرات فى خمسة ايات من اصل الايات الست التى تتكون منها السورة. الا يمكن ان يكون لهذه الكلمة سر آخر, اكبر من مجرد الإشارة لنفس المخلوق كل مرة؟ و لكم كل احترامى و تقديرى |
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق