الثلاثاء، 10 نوفمبر 2009

الأسئله والأجوبه 20

الاسم باسم بابتي البلد لبنان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أود أن أسألكم :هل أن الحجاب فريضة علة المرأة؟ومنمن العلماء يقول أن أنه ليس فريضة؟
وشكرا"
لبنان في 2-3-2004
البريد الإلكتروني raghidof@hotmail.com التاريخ 2/3/04
إلى باسم بابتي : لبنان
في كتابي الأول "الكتاب والقرآن / قراءة معاصرة" وفي كتابي الرابع " نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي" وفي العديد من ردودي على أسئلة قراء هذا الموقع تجد أبحاثاً في الحجاب تجيب على تساؤلاتك. إلا أنني أعيد فأقول : الحجاب الشرعي الإسلامي -– بالمعنى والشكل الذي يدعو البعض إلى التمسك به اليوم –- لم يرد كتكليف في التنزيل الحكيم، كالصلاة والزكاة والصوم مثلاً .
وعلينا - فيما أرى - أن نفرق بين اللباس والحجاب. فالغاية من اللباس –- عند الرجل والمرأة عموماً -– هي ستر العورة والحماية من الطقس . لكن العورة ذاتها مسألة تختلف باختلاف الزمان والمكان، فما هو عورة عند المرأة ليس عورة عند الرجل، وما هو عورة في القطب ليس كذلك في خط الاستواء، وما كان عورة عند نساء القرن السابع لم يعد كذلك عند نساء القرن العشرين. ولا نعني بقولنا هذا إنها مسألة لا ناظم لها ولا منطق. ولقد أحسن الخليفة عمر حين رسم للباس المرأة خطاً عاماً يحدده، فاشترط ألاّ يرق فيشف، ولا بضيّق فيصف، ثم للمرأة بعد ذلك أن تلبس ما تشاء، ولو كان الحجاب تكليفاً بالمعنى الذي يزعمه البعض لما فات عمر التنبيه إليه. ولا علاقة لغطاء الرأس لا من قريب ولا من بعيد بمسألة الحجاب، وإذا نظرت إلى الفضائيات الخليجية والسعودية فترى كل الرجال حتى اليافعين في سن العاشرة بغطاء رأس ولا نرى شخصاً بدون غطاء رأس، وهذه عادات العرب وكذلك غطاء رأس المرأة هو من عادات العرب. فلباس خديجة التي توفيت قبل البعثة لايختلف عن لباس عائشة التي توفيت في العصر الأموي


الاسم صوت العقل البلد السعودية
سعادة الدكتور محمد شحرور :
سؤال يلح عليّ دائماً ، ولم أجد له إجابة شافية.
من المعلوم أن الخطاب في القرآن قد يأتي بصيغة المذكر ، ويراد به العموم ( الذكر والأنثى) كما في قوله تعالى " ياأيها الناس .... ياأيهاالذين آمنوا .... " ولكن يـأتي الخطاب أحياناً بشكل محدد موجهاً للرجل ، كم في قوله تعالى " أحل لكم ليلة الصيام الرفت إلى نسائكم .... " وغيرها من الآيات ،والسؤال هل ركز القرآن على الخطاب الذكوري ، أم لا ؟
لكم خالص تحياتي ,,,,
البريد الإلكتروني logic55z@hotmail.com التاريخ 5/3/04
إلى صوت العقل : السعودية
التنزيل الحكيم لم يركز مطلقاً على الخطاب الذكوري. هذا التركيز على الذكورية نجده عند الفقهاء والمفسرين المنتمين أساساً إلى مجتمعات ذكورية تؤمن بأفضلية الذكر ودونية الأنثى بحكم التكوين . فقد تحدث كتاب الله تعالى عن (الزانية والزاني) وعن (السارق والسارقة). وتقديم الأنثى على الذكر في مسألة الزنا إشارة إلى أن الأنثى المغتصبة لاتعتبر زانية. أما تقديم الذكر على الأنثى في مسألة السرقة فإشارة إلى الطابع الذكوري الذي كان يسود المجتمع العربي في زمن التنزيل. حتى قوله تعالى }أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم { البقرة 187، نجد فيه خطاباً للذكور والإناث، أعني للرجال والنساء، على حد سواء.
أما خطاب الذكور فواضح من ظاهر مفردات الآية. وأما خطاب الإناث فهو (المسكوت عنه) في الآية. كقولك لأخيك مثلاً وأنت تقدم له كيساً مملوءاً بالتفاح (خذ تفاحة حمراء). والمسكوت عنه هنا بدليل قولك (حمراء) هو أن في الكيس تفاحاً أصفر. فالرفث في الآية هو النكاح ومقدماته وكل ما يريده الرجل من المرأة وما تريده المرأة من الرجل، ولا بد فيه من وجود طرفين، إذ لايمكن –- عقلاً -– أن نتصور رفثاً الرجال فيه معنيون بعيداً عن النساء، والمسكوت عنه في الآية هو ( وأحل لكنَّ ليلة الصيام الرفث إلى رجالكم ) ، وإنما تم السكوت عنه لأن الرفث في كل زمان ومكان مسألة تترك المرأة للرجل أن يبدأ بها حياء منها ودلالاً.


الاسم جابر الهذلي البلد -
بعد قرائتي لكتابك (( الكتاب والقرآن )) :
انت من اعظم الكتاب الذين قرأت لهم في حياتي ،،
وقد احدثت بكتابك هذا صحوة جديده بين المسلمين ،،
ويعتبر كتابك هذا هو من افضل الخدمات التي قدمت للاسلام في هذا العصر ،،
لقد سئمنا من سيطرة المحدثين علينا وعلى جيلنا ،،
ولكن قلي بربك ؟؟ كيف الخلاص منهم وقد علوا في الارض ؟؟
وكيف الخلاص منهم ومازالت كتب كثيرة قيمة مثل كتابك (( القرآن والكتاب )) ممنوعة من التداول في السعوديه ؟؟
في انتظار اجابتك النموذجية ،،
الهذلي جابر
السعودية ، مكه
البريد الإلكتروني jaberdadi@hotmail.com التاريخ 9/3/04
إلى : جابر الهذلي – السعودية، مكة
أشكرك على عباراتك الرقيقة، فهذا من فضل ربي. أما عن سؤالك الكبير عن السيطرة والعلو في الأرض والخلاص، فأقول: لقد اعتدنا أن نعلق ثياب فشلنا وتقصيرنا على مشاجب الآخرين. فبعضنا يزعم أن سبب ما نحن فيه هو الصهيونية والاستعمار، وبعضنا يدعي أنه السلطات الحاكمة والهامانات المكرسة لوجودها، وآخرون يتوهمون وجود مؤامرات ومخططات أجنبية لها أعوان وعملاء يحيكون المكائد منذ عصر ابن السوداء. لكننا جميعاً نرفض الاعتراف بأن السبب الوحيد الأول والأخير هو نحن. أسواق النخاسة -– مثلاً -– بتجارها، ليست السبب في وجود العبودية والرق. السبب هو أن هناك من يقبل أن يكون عبداً، ويؤمن بأن العبودية قدر لا يستطيع منه فكاكاً، ويعتقد بأن الله كتبه عليه منذ الأزل. ولو لم يكن هناك أناس خانعون من هذا النوع، لما وجد النخاسون أحداً يبيعونه.
وأما عن منع كتبي من التداول في عدد من بلاد المسلمين، فأمر يدعو إلى الرثاء أكثر مما يدعو إلى الألم. إن إقامة (الستارات الحديدية) على فكر الناس وعقولهم لم تعد ممكنة -– عملياً وتقنياً -– في يومنا هذا، بعد ما تحقق من قفزات مذهلة في مجال الإتصال والمعلوماتية، أثبتت أن منع التداول أسخف سلاح يمكن استعماله في محاربة الفكر.
الخلاص من الاحتلال والاستعمار والاستبداد السياسي قد يكون بالمقاومة، لكن الخلاص من الوصاية على العقل ومن التسلط الفكري لا يكون إلا بالمعرفة.


الاسم جابر الدعدي البلد السعودية
الاخ الصادق : الدكتور محمد شحرور ،،
اثابك الله على ماقدمته من خدمة عظيمة للاسلام والمسلمين ،،
وعندي سؤال يؤرقني واتمنى ان تكون الاجابة من عندك ،،
فعند سؤالي للمحدثين عن هذا السؤال اشاروا الي ان السؤال بحد ذاته ممنوع عن ما انزل الله فيجب ان تؤمن به سواء فهمته ام لم تفهمة ،،
سؤالي : ما هو سر تكرار استخدام الرقم سبعه في القرآن في اكثر من موضع وموضوع ؟؟
(( سبع سنابل )) (( سبع عجاف )) (( سبع سمواوات )) (( سبع من المثاني )) (( سبع طرائق ))
وتقبل تحياتي ،،
البريد الإلكتروني jaberdadi@hotmail.com التاريخ 9/3/04
إلى جابر الدعدي :
سؤالك وجيه ومشروع، أما عن الذين توجهت إليهم بالسؤال، فقد أخطؤوا في النصف الأول من جوابهم، وأصابوا في النصف الثاني، فكل سؤال يستهدف فهم كتاب الله تعالى وجيه ومشروع. والسؤال من حيث المبدأ أول خطوة على طريق المعرفة واليقين، ولم يسمع أحد أن الله أو رسوله نهى أحداً عنه. واقرأ إن شئت خبر إبراهيم (ع) وهو يسأل ربه في البقرة 260 } كيف تحيي الموتى { ثم اقرأ كيف أجاب تعالى على هذا السؤال.
يبقى أن أشير إلى أن للسؤال آداباً على السائل أن يراعيها، وللجواب آداباً على المجيب أن يلتزم بها. أما آداب السؤال فمنها ألا يتضمن همزاً أو لمزاً أو سخرية أو تعجيزاً، وأن يستهدف الفهم والمعرفة،ولا يتطاول من باب التباهي للاستفسار عن نظرية "الثقوب السوداء" -– مثلاً -– عند أينشتاين، في الوقت الذي لايجيد فيه العمليات الحسابية الأربع. تروي الأخبار أن شاباً جاء إلى الإمام الغزالي قال: علمني كيف أحب الله. قال الإمام: أعشقت يا فتى؟ قال: لا. قال: فتعلَّم حب العبد أولاً. وأما آداب الجواب فمنها ألا يخجل المجيب من قول " لا أدري " إن كان لايدري، لأن الله تعالى يقول } وما أوتيتم من العلم إلا قليلا { الإسراء 85. ومنها أن يستفرغ المجيب وسعه إن كان يدري في إفهام السائل ما غمض عليه فهمه. تروي الأخبار أن أبا العلاء -– العالم اللغوي المعروف -– كان يشرح في أحد مجالسه قول الشاعر:
أقول لصحبتي والعيــس تهوي بنـا بين المنيفــة فالضمـار
تمتع من شميـم عــرار نجــــدٍ فما بعد العشية مـن عـرار
فسأله رجل: وما العيس؟ قال: النوق البيض خالط بياضها شقرة. قال: فما النوق؟ قال: الإبل. قال: فما الإبل؟ قال: الجمال. قال: فما الجمال؟ فقام أبو العلاء على أربع ورغا كما يرغو الجمل، ثم قال: هو هذا.
كان لابد من هذه الإطالة، فلها ما يبررها. أعود إلى سؤالك عن سر تكرار الرقم (7) في أكثر من موضع من التنزيل الحكيم مستعيناً بالله. فقد ورد ذكره في الأقسام الثلاثة من التنزيل: أم الكتاب (آيات الأحكام)، القرآن (الآيات المتشابهات)، تفصيل الكتاب. فمثال القسم الأول قوله تعالى } فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم { البقرة 196 ومثال القسم الثاني قوله تعالى } الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن { الطلاق 12، ومثال القسم الثالث قوله تعالى } ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم { الحجر 87. ورقم (7) في التنزيل هو عدد أبواب جهنم (الحجر 44) وعدد أهل الكهف (الكهف 22) وعدد الليالي التي هبت فيها الريح الصرصر على قوم عاد (الحاقة 7) وعدد آيات الفاتحة، وعدد سنين القحط على فرعون وقومه زمن يوسف (يوسف 48)، ومن مضاعفاته عدد الذين اختارهم موسى لميقات ربه (الأعراف 155) وطول السلسلة التي يغل بها من أوتي كتابه بشماله (الحاقة 32).
أما خارج التنزيل فالرقم (7) هو عدد أبواب العديد من المدن القديمة كالقدس ودمشق، وهو عدد مدارات الإلكترونات حول النواة، وهو عدد ألوان الطيف الضوئي، وهو عدد فروع نهر بردى في دمشق القديمة، وهو العدد الذي استقرت عليه أيام الأسبوع، وهو أحد أنظمة العد عند الكلدانيين إضافة إلى النظام العشري والنظام الإثني عشري التي أشار إليها تعالى بقوله } تلك عشرة كاملة { البقرة 196. وهو أخيراً عدد حكماء ملاطية أيام كانت إمارتها لعمر بن عبد العزيز.
هذا كله يدعوني إلى القول بأن الرقم (7) له خاصية في الثوابت الكونية والأرقام المتعالية. فمثلاً أقرب كسر لل π هو 2 × 11÷ 7 ، وأقرب رقم لأساس اللوغاريتم الطبيعي e هو 19÷7، وكل هذه الأعداد لها بالضرورة علاقة بالسبع المثاني. فرقم 11 هو عدد المقاطع الصوتية في السبع المثاني ورقم 19 هو عدد السور التي وردت فيها السبع المثاني.


الاسم احمد محمد عبدالله البلد مصر
بعد التحية
لقد اعجبنى جدا كتاب الكتاب و القرآن
و اريد ان اعرف اسم دار النشر لكى اكمل به مكتبتى
و لكم جزيل الشكر.
البريد الإلكتروني akrosh2000@yahoo.com التاريخ 14/3/04
إلى : محمد أحمد عبد الله – مصر
الناشر هو : دار الأهالي، دمشق ، سورية ، ص.ب 9503 ، فاكس :7549 666 11 963+
هاتف : 4447 662 11 963++
*****************
الأخ محمد , تستطيع ايضا شراء كتب الدكتور من مكتبة النيل و الفرات على الإنترنت في هذا الرابط
http://www.neelwafurat.com/abookstore/locate.asp?search=2&entry=محمد%20شحرور
إدارة الموقع


الاسم sahiron syamsuddin البلد Germany
Dear Dr. M. Shahrour
In your book al-Kitab wa al-Qur'an you differentiate the exegetical process of ta'wil (for the mutashabihat) and the process of muqaranat al-ayat. That is theoritical. How can we differentiate between the two methods in the practical exegetical activity? Thank you very much. Sincerely yours, Sahiron
البريد الإلكتروني sahiron.syamsuddin@stud.uni-bamberg.de التاريخ 18/3/04
إلى : Sahiron Syamsuddin, Germany
رغم قراءتي لرسالتك عدداً من المرات، لم أستطع أن أحدد بدقة المنهجين اللذين تطلب توضيحهما. فقد ذكرت (الترتيل) و (التأويل) و (المقارنة)، وكنت أتمنى لو أشرت إلى صفحة بعينها من كتابي الأول، مما يسهل علي فهم المطلوب. آمل أن تفعل ذلك.


الاسم أيوب البلد -
الأستاذ الفاضل د. محمد شحرور
تحية طيبة و وبعد ...
قرأت في أحد أجوبتكم في هذا الموقع أنكم تعكفون على إعداد دراسة أو كتاب يتعلق بسورة التوبة و هو ما شد انتباهي , و عليه أود أن أطرح عليك سؤالين إذا تكرمت في ذات الموضوع.
السؤال الأول :
أود أن أسمع رأيك في المقتطفات التالية بشأن سورة التوبة و المأخوذة من الكتاب الرابع والأخير للأستاذ نيازي عز الدين و عنوانه : (( من حقائق القرآن المسكوت عنها)) :
و أقتبس :
((إن هذه السورة بالذات فيها ذكر للرسول و الصحابة و الأعراب الذين كانوا حول المدينة و الثلاثة الذين تخلفوا عن الرسول (ص) في ساعة العسرة...الخ
و كتاب الله يخبرنا سلفا أن الله قد أنزل ذكر و أخبار الرسول و صحابته عندما قال ((لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون)) الأنبياء 10
و هذه السورة هي نموذج للآيات التي تخاطب عصر الرسول (ص) و خلال حياته و الكلام فيها خاص جدا و لا يمكن تعميمه
مثل الآية 94 من سورة التوبة مثلا (( و سيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون)) فهذه الآية لا تنسحب على المسلمين الذين لم يعاصروا محمد (ص).
و كتاب الله يحتوي أيضا على آيات مماثلة لسورة التوبة مثل الآيات الخاصة بالنبي و أسرته و أزواجه و أسلوب احترامه و التعامل معه
انتهى الاقتباس الأول.
السؤال ثاني
أيضا قمت بصياغته على نفس شاكلة السؤال الأول و هو يتعلق بفقرة وردت بنفس الكتاب سوف أكون سعيدا جدا إذا تكرمت بإعطائي وجهة نظركم في مضمونها :
الإقتباس الثاني :
((لقد تجنب الله عز وجل أي ذكر أو أمر بحب الرسول (ص) إلا في آية واحدة وردت في سورة التوبة
موجهة للأحياء الذين عاشوا مع نبي الله و رسوله و علموا حقيقته الإنسانية و لمسوا كرم أخلاقه
أما باقي سور القرآن الموجهة إلى يوم الدين إلى المسلمين أجمعين إلى يوم الدين فلم يطلب سبحانه حب الرسول لعلمه تعالى أن الحب الموجه إلى مخلوق غائب عن حواس
الإنسان , هذا الحب إذا تعاظم يتحول إلى تأليه المحبوب و يصبح إشراك خفي.))
انتهى الإقتباس.
أتمنى أن تكون قد ألقيت نظرة على الكتاب المذكور .
مع جزيل الشكر مقدما
أيوب
البريد الإلكتروني - التاريخ 21/3/04
إلى أيوب :
ثمة تأملات في سورة التوبة، أفردت لها عدداً من الصفحات في كتابي الخامس قيد الإعداد. والسؤال فيها سباق لأوانه، أرى تأجيل الجواب عنه لما بعد صدور الكتاب بعون الله.
أما الفقرة التي اقتبستها من كتاب الأستاذ نيازي عز الدين "من حقائق القرآن المسكوت عنها"، فواضح من معناها العام أنها تحكي عن اتجاه صوفي بدأت تستقر خطوطه في القرنين الثاني والثالث الهجريين، وراحت تتشعب وتتعمق بعدهما إلى يومنا هذا، اختلطت فيه المثاليات المجردة بالرؤى الما ورائية، واختلط فيه أصحاب الخوارق بأصحاب المخاريق حسب تعبير الدكتور زكي مبارك رحمه الله.
يقول الأستاذ عز الدين: ( لقد تجنب الله عز وجل أي ذكر أو أمر بحب الرسول (ص) إلا في آية واحدة وردت في سورة التوبة) أهـ . ولاشك في أنه يشير إلى قوله تعالى } قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره { التوبة 24. وأسمح لنفسي بكل تواضع واحترام أن أختلف معه في أمور وردت بالعبارة: الأول قوله: (لقد تجنب الله)، فالله لايرغب ولا يخشى ولا يشك ولا يتجنب. تلك كلها أحوال خاصة بالإنسان الواعي. الثاني أن الاجتناب لا يكون إلا لشيء موجود، والأمر بحب شخص الرسول لم يكن موجوداً أصلاً، وهذا يقودنا إلى النقطة الثالثة. إن قوله تعالى في الآية } أحب إليكم من الله ورسوله { لايعني قطعاً محبة ذات الله وشخص الرسول، كما فهمته رابعة العدوية في شعر منسوب إليها:
أحبك حبين : حب الهوى * وحب لأنك أهــــــل لذاكا
فأما الذي أنت أهل لــــــه * فشغلي بذكرك عمن سواكا
إنني أجد الآية قريبة الشبه بقوله تعالى في السورة ذاتها } ولايحرمون ما حرَّم الله ورسوله { التوبة 29. والتي لابد أن تعني (ولايحرمون ما حرم الله في رسالته لرسوله) وإلا لنتج لدينا تحريم رسولي إلى جانب التحريم الإلهي، وهذا باطل بدلالة العديد من الآيات، لأن الأمر بالتحريم خاص بالله وحده.
هناك من تطرف في فهم (حب الذات الإلهية) إلى حد التشخيص والتجسيم، كان الفارض وذي النون المصري وابن عربي والحلاج، وكل من اعتقد بـ (التجلي) و (الاتحاد) و (وحدة الوجود). وهناك من غالى في فهم (حب ذات الرسول وشخص النبي) فوضع له بعضهم تسعة وتسعين إسماً تماثل في عددها أسماء الله الحسنى، وزعم بعضهم أن الله تعالى ما خلق الخلق والسموات والأرض وما بينهما إلا كرامة لعين حبيبه محمد، ووصل الغلو والتطرف بأحمد شوقي إلى أن قال في قصيدته نهج البردة:
وقيل كل نبيٍ عند رتبته*ويا محمد هذا العرش فاستلم .
وإذا كان هذا البعض أو ذاك قد غالى وتطرف في فهم (محبة شخص الرسول وآله) فأسبغ عليهم أوصافاً هي إلى الأسطورية أقرب، فإن الأستاذ عز الدين غالى وتطرف في هجومه عليهم، حين اعتبر ما يفعلونه يندرج تحت عنوان ( الشرك الخفي ) الأمر الذي لانتفق معه فيه.
قد يظن القارئ أنني أتحدث عن طريقة تاريخية في الفهم والتفكير طواها الزمن، لولا أنها بكل مرارة وأسف ما زالت إلى اليوم سائدة ومنتشرة. فمنذ فترة شاهدت على شاشة محطة (المستقلة) الفضائية ندوة حول الإمام ابن تيمية، ودار الحوار حول ما يقال من أن العرش مكتوب عليه ( لاإله إلا الله محمد رسول الله ) ، وأن الله تعالى يأخذ بيد الرسول (ص) ليجلسه إلى جانبه على الكرسي، وأدهشني كثيراً أن يتصدى بعض المشاركين في الندوة للدفاع عن صحة هذا الكلام.
لقد افترى اليهود على الله فزعموا أنهم شعبه المختار، وكل من عداهم كلاب وخنازير وأفاعي، وافترى النصارى على الله فجعلوا له ابناً هو المسيح عيسى بن مريم (ع)، وأما نحن فاتخذنا من آبائنا أرباباً وجعلنا كل ما قالوه إماماً وجعلنا كتاب الله مهجوراً .


الاسم محي الين البلد فرنسا
أستاذي الدكتور شحرور،
1 - ما رأيك في ما يسمى بالإعجاز العددي في القرآن أي أن عدد الحروف والكلمات هو دائما مضاعف 19؟
2 - كيف يمكننا أن نشكك في ما ورثناه من أحاديث نسبت الى الرسول ص ولا نحتاط لما جاء في المصحف؟ هناك دراسات تبين على سبيل المثال أن آية حجة الوداع لم تكن معتبرة في البداية من القرن بل من الحديث. ايضا الثلاث سور التي تختم المصحف، لماذا تبدأ ب"قل...."؟
3 - كيف يمكن أن نعبر أن المراد من "البنون" في "المال و البنون..." هو البنيان أو العمران، مع أنه نفس الفكرة جاءت مفردة في آيات اخرى ثل "انا أكثر منك مالا و ولدا"؟
و اخيرا لا يسعني إلا ان اشكرك واعترف لك أن أفكارك غيرت مجرى حياتي. حتى و لو انني أشعر أحيان ببعض التكلف إلا نك ساعدتني على أن اتخلص من قيود و ثقل عاداتنا و وصاية رجال الين على عقولنا.
البريد الإلكتروني mahio@paris.fr التاريخ 23/3/04
إلى : mahio, Paris :
أشكر رسالتك اللطيفة. كنت أود لو أعرف بالضبط مواضع التكلف في كتاباتي وكتبي، لرغبتي الصادقة في تحاشيه، لولا أنك فضلت التلميح دون أمثلة. وسأحاول التعليق بما أعرف على أسئلتك الثلاثة.

سبق أن أجبت مؤخراً على صفحة هذا الموقع عن أسئلة مماثلة، لعل فيها ما يرد على سؤالك.

الشك – كمنهج فكري معروف – يمكن توظيفه في شكلين: شكل سلبي وشكل إيجابي. الأول سلاح من يعتقد بالعبثية واللا جدوى في هذا الوجود بقسميه المادي والروحي (أعني الفكري)، والثاني أول الطريق إلى المعرفة اليقينية، أي إلى الإيمان حسب تعبير الإمام علي كرم الله وجهه، فالمنهج التجريبي في العلوم الطبيعية والمخابر ومراكز البحث العلمي هو الإبن الشرعي للشك الإيجابي، واقرأ إن شئت خبر ابراهيم وهو يبحث عن ربه بين النجوم، ثم وهو يطلب أن يرى كيف يحيي الله الموتى، فصار إمام التجريبيين.
في الجانب المادي من الوجود لامحل للشك العبثي السلبي على الإطلاق، فليس ثمة اليوم من يشك بكروية الأرض مثلاً، أو بأن الماء يتألف من ذرة أوكسجين وذرتي هيدروجين، لأن البينات والبراهين في هذا الجانب قطعية ثابتة نتيجة تجارب. أما في الجانب الفكري (أعني العلوم الإنسانية وعلى رأسها الفلسفة) فالبراهين فيها ظنية تقوم على الممكن والمحتمل والراجح، ولهذا يبقى فيها محل للشك السلبي والإيجابي بدرجة أو بأخرى.
كان لابد من هذه المقدمة، لأخلص بعدها إلى القول بأنني من أهل الشك الإيجابي، أبحث – باعتباري أؤمن بالله واليوم الآخر – عن جواب لسؤال كبير: ماذا يريد الله مني كمخلوق؟ نظرت في كتب الحديث، فوجدت الحديث النبوي يروى بالمعنى، ويختلف من راوٍ لآخر، وتتناقض عباراته بعضها مع بعض من جهة، وبعضها مع واقع الوجود من جهة أخرى، ووجدت أهل الحديث يقسمونه إلى صحيح وحسن وضعيف، ويقفون في حكمهم على الحديث الواحد مواقف عجيبة، مثل كتاب النبي إلى أهل اليمن، فهو عند البعض صحيح لا شك فيه، وعند البعض الآخر لايعتد به إن انفرد، وعند البعض الثالث منكر. ووجدت فيه من المدسوس والموضوع مالا عين رأت ولا أذن سمعت، ويتمحور حول غايات مذهبية وأهداف طائفية واضحة، ويغذي نار التكفير التي ما زلنا نصر على أن نحرق بها كل الآخرين منذ ثلاثة عشر قرناً ونيف. ورجح عندي أن كتب الحديث لا تساعدني في الوصول إلى جواب لسؤالي الأول، إلا من قبيل الإستئناس.
ونظرت في كتاب الله تعالى فوجدت نصاً مروياً باللفظ الحرفي، لايختلف رواته إلا في بعض الألفاظ حسب القراءات، ثبت طبقاً لقواعد التوثيق التاريخي المتعارف عليها إنه ذات الكتاب الذي جمعته اللجنة أيام الخليفة الثالث منذ أربعة عشر قرناً. ورجح عندي أنه الكتاب الوحيد الذي عليَّ أن أقرأه وأفهمه وأدرسه.
أما ما أشرت إليه من دراسات تشكيكية عبثية تزعم وجود أحاديث نبوية في آيات كتاب الله، ومن أسئلة حول السور الثلاث في خاتمة المصحف، فالمصحف عندي من المسلمات ولم أجد أي تناقض حتى الآن، وقد أشبع هذا الموضوع بحثاً تاريخياً. أما لماذا بدأت بفعل (قل) فالجواب عبارة عن أحد فصول كتابي القادم .

البنون والبنين لفظان وردا في الآيات (الصافات 149، 153) بمعنى الأبناء، لكنهما وردا في آيات أخرى (آل عمران 14 والكهف 46) بمعنى الأبنية. ولمزيد من التفصيل أنظر كتابي الأول (الكتاب والقرآن / قراءة معاصرة) ص 641 و 642. أما قولك ( أنا أكثر منك مالاً وولداً) فهذه ليست آية. ولعلك تقصد الكهف 39 } إن تَرَنِ أنا أقل منك مالاً وولداً {. من جهة أخرى شاهدك بعد تصحيحه لايعارض فهمي للبنين والبنون لأنه يتحدث عن الولد والأولاد وهذا شيء آخر


الاسم صوت العقل البلد السعودية
شكراً لك دكتور محمد شحرور على إجابتك الشافية حول الخطاب الذكوري في القرآن ... لكنك أوردت عبارة تمنيت أنك أسهبت في شرحها وإيضاحها وهي قولك : " تحدث كتاب الله تعالى عن (الزانية والزاني) وعن (السارق والسارقة). وتقديم الأنثى على الذكر في مسألة الزنا إشارة إلى أن الأنثى المغتصبة لاتعتبر زانية. أما تقديم الذكر على الأنثى في مسألة السرقة فإشارة إلى الطابع الذكوري الذي كان يسود المجتمع العربي في زمن التنزيل " ... والسؤال: ما وجه الدلالة في أن تقديم الأنثى في الآية يشير إلى أن الأنثى المغتصبة لاتعتبر زانية ... ؟
ولك سيدي خالص الود والشكر والتقدير على رحابة صدرك ، التي جعلتنا نطمع في المزيد من الإيضاح ، فوجودك بيننا فرصة نادرة ، ومكسب عظيم ، والله يحفظك ويرعاك .
البريد الإلكتروني logicc55z@hotmail.com التاريخ 25/3/04
إلى صوت العقل – السعودية
يسعدني كثيراً أن تكون عباراتي على الموقع محل تأمل وطلب توضيح. لقد قلت في رسالة ماضية "الأنثى المغتصبة لاتعتبر زانية"، وتوضيح ذلك أن الزنا عملية جنسية تتم بين رجل – ذكر بالغ – وامرأة – أنثى بالغة – لايربط بينهما عقد شرعي، وبرغبة متبادلة لديهما. وتقديم الزانية على الزاني في آية النور 2، إشارة منه تعالى إلى أن الزنا لا يكون زنا إلا بموافقة المرأة أولاً. فإذا وجدنا رجلاً يرغب، ويمارس الجنس مع امرأة لاترغب، لأي سبب، فالعملية هنا ليست زنا بل قهر واغتصاب خضعت له المرأة على غير رغبة وإرادة منها.
والسؤال الآن: هل يقام حد الجلد على امرأة مورس معها الجنس اغتصاباً على غير رغبة منها؟ والجواب: كلا. فالآية حددت مئة جلدة للزانية الراغبة بالزنا وليس للمغتصبة المقهورة المكرهة. وقد أشار تعالى في أكثر من موضع من كتابه الكريم إلى أنه لاعقوبة على المضطر أو المكره


الاسم مريم عرب البلد SYRIA
اخي الفاضل انا قرات لك الكثير واعجبت بالكثير ورفضت ايضا الكثير واكثر مارفضته هو فكرتك عن الحجاب وحددتها بالظروف والبيئه واحب ان اعرض عليك وجهة نظري ورايك بها ان سمحت.
- فلسفة الحجاب في الاسلام هي تحرير للمرأة ، و اكسابها الحق في ان تكون منتجة و مبدعة و ذات دور كما شقيقها الرجل حيث لايجب ان ننسي ان النساء شقائق الرجال كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم . و لو كان الاسلام من منادي حبس المرأة لما فرض عليها الحجاب اصلا . فلسفة الحجاب اذا هي احلال لمعايير عادلة تُقيّم المرأة على اساسها كانسان منتج ، متساو في الكرامة الانسانية مع الرجل و من ثم له الحق في الاحترام و في تقييم اعدل و افضل .
ويجب ان نشير الي ان الحجاب ليس زياً و حسب ، بل اسلوب تعامل ، و انتقاء فذ لكل حركة و سكنة ، ابتداءا من المشية و مرورا بمواضيع الحديث و انتهاءا حتى بنبرة الصوت ( فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً) ، و هو جزء من نظرة الاسلام لدور المرأة المنتج في الكون في شراكتها مع شقيقها الانسان ، فعلم الله انها ستلقى ذوي السقيم من القلوب و ذوي السوي منها و من هنا كان عليها ان تجبر مرضي القلوب في المجتمع على احترامها . فلا يملك عندها ذوي النظرات الساغبة سوى ان ينظروا الى الفكر و الانتاجية و الابداع ، الى الانسان لا الى الجسد
وايضا يجب ان نعلم ان الحجاب يجب ان يكون خالصا لوجه الله تعالي اي لايكون حجابا ظاهريا فقط أي "حجاب اجتماعي" علي شكل "ايشارب" أو قطعة قماش لا تلبس لوجه الله تعالى انما تلبسه لوجه المجتمع هدفه و جزائه رضا المجتمع. و كما ان هنالك "فتوى اجتماعية" تعلن لوجه المجتمع لا لوجه الله تعالى ، و كما ان هنالك "صلاة اجتماعية" للوجاهة ، لا لوجه الخالق بل يجب ان تكون فاهمة لفلسفة الحجاب ولما يريده الله من حجابها وليس لان عاداتنا وتقاليدنا تنص عليه .
ففلسفة الحجاب هي ان الحجاب له وجهان: و جه شكلي و وجه سلوكي و كلاهما ينبع من ايمان فهم للفلسفة التي تقف وراء الامر الالهي.
اذن فالحجاب ليس حلقة في سلسلة مهانة المرأة بل حلقة وثقى في سلسلة تمكينها لدورها الاستخلافي شانها شأن أخيها الرجل.
-اماان الحجاب المقصود هو تغطية الجيب، وليس تغطية الشعر فانا اري انه خطأ لعدة اسباب :
(وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (النور:31)
)يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الأحزاب: 59)
أول سورة النور جاذب للعقول " سورة أنزلناها و فرضناها". أ ولم ينزل الله تعالى جميع سور القران و فرضها كلها؟ هذه احدة دلائل الإعجاز التنبؤي في القران الكريم. فالله تعالى علم انه في عصر من العصور هناك من سيأتي و يفتي بما لا يعرف، فكانت البداية ملجمة ملزمة. فالسورة لا منسوخ فيها و لا مؤقت وكل مابها فرض ملزم.
هل لو انزل الله آية يقول فيها يا أيها المؤمنات غطين رؤوسكن أهنا فقط يكون الحجاب شاملا لتغطية الرأس؟ مع قليل من المنطق و كثير من القراءة التاريخية التحليلية في فلسفة اللباس نجد أنه لو أن الله تعالى قال ذلك لوجدت المؤمنين و المؤمنات جميعا قد ارتدوا عن الاسلام !!!!!
كيف لا ؟ لو نزلت هكذا آية لقالوا لا يقول هذا اله عليم بصير خبير ، يقوله شخص جاهل يعيش في الطرف الآخر من العالم لا يعلم ان النساء سلفا يغطين رؤوسهن بغطاء للرأس حيث كانت المرأة تلفه على رأسها و تسدله على ظهرها بالاضافه الي كشف منطقة الرقبة و الجيب .
انظر حولك , بدو سيناء , الطوارق , أو أي بيئه صحراوية كلهم - رجالا و نساء يغطون رؤوسهم .
هذه هي المعادلة بكيماء المنطق والعقل : شمس اكسترا سوبر محرفة + عمل يدوي مضن في بيوت شبه مكشوفة للشمس = ضربة شمس مفجعة .
وبالتالي التي لن تغطي رأسها اما فقدت عقلها واما تنوي الانتحار فظهر غطاء الرأس الذي كانت المرأة تلفه علي رأسها وتسدله علي ظهرها.
و بالتالي الآية الكريمة تقر بالأمر الواقع في اللباس: الخمار و هو نوع من اغطية الرأس لدي النسوة، فأمرت بإبقائه و فوق ذلك تغطية الجيب به. فالآية لم تقل و ليغطين جيوبهن ، بل قالت "وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ". فضلا على أن الآيات الاخري في القران الكريم تضيف على ذلك شروطا أخرى في الحجاب الاسلامي مثل إدناء اللباس و تطويله ( حيث من عادة النساء و الرجال على حد سواء في البيئة الصحراوية تقصيره قليلا منعا للاتساخ و يقال " أدنى الستر" أي أرخاه) ، و عدم الضرب بالرجلين و هي كناية يمكن توسيعها لتشمل أي أسلوب يستخدم للفت النظر ، و عدم الخضوع بالقول.
الآن، هل يعقل أن يأمر الله تعالى المرأة بأن تغطي الجيب و تكشف ما هو أكثر فتنة: الشعر أو " الطلة" بالتعبير العامي! هل يعقل أن يطلب منها إلا تلفت النظر إلى فتنتها و يسمح لها في ذات الآن بإظهارها!
واما ان الحجاب فرض للتميز بين الحرة و الأمة، و هو أمر غير موجود حاليا، فلا داع للحجاب"استدلالا بمافعله عمر بن الخطاب او اقوال بعض الفقهاء فهذا ايضا امر لايجوز.
لان هذه فرضيات واجتهادات وروايات لا نص قطعي الدلالة ، صحيح الإسناد يدل عليها أولا، و المنطق السليم يعارضها ثانيا. فلو كان الله تعالى يريد التفرقة بين الأمة و الحرة منعا لإيذاء الحرة و حفاظا عليها، هل يكلف الحرة بالأعباء و يشق عليها أم يكلف الأمة ؟ لو كان الأمر كذلك فببساطة لأمر الله تعالى الإماء أن يلبسن لونا أو زيا يميزهن ولاداعي لتغيير لباس الحرة وهذا أقرب للعقل اذا كان الهدف التمييز. أما " ذلك ادني أن يعرفن فلا يؤذين" (النور) فهو بيان لأحد فوائد الحجاب الإضافية value-added benift بالتعبير الاقتصادي ، و هو إبعاد الأعين الساغبة عنها. و لو كان لموضوع الإماء دخل، لذكر ذلك صراحة، " و ما كان ربك نسيا".
- واما ان الحجاب حجاب الروح :
حقا؟ و بنفس المنطق لا داع للصلاة و الصيام، الإيمان إيمان الروح. أ رأيت؟ الأفعال ابلغ من الأقوال. البرهان العملي في كل الأديان دليل التصديق.و البرهنة العملية هذة علاقة بين العبد و ربه، ليس لأحد "الحق" بدس انفه فيها، لكن من "واجب" كل من يعلم أن يخبر من لا يعلم أن الله طلب برهانا على إيماننا لا لنريه الناس نفاقا ، بل لنريه لله حبا و إيمانا ، و لنشهره إعلانا و انتصار لله.
احب ان اسمع رايك لوسمحت.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
البريد الإلكتروني eyadarab@hotmail.com التاريخ 28/3/04
إلى مريم عرب : سورية
إنها ظاهرة صحية أن يعجبك شيء مما أكتب، وألا تعجبك أشياء أخرى فترفضينها، منها مسألة الحجاب التي فصلتها مطولاً في كتابي الرابع تحت عنوان فقه المرأة. فأنا بالأساس لا اقبل أن تتحول العلاقة الفكرية بيننا إلى ما يشبه العلاقة بين الشيخ والمريد.
لقد قرأت بعناية صفحتي رسالتك، وتأملت آراءك فيها، وأحترم كل سطر منها، لولا أنك لم تأت بجديد، ولم تضيفي شيئاً على ما نسمعه في قناة إقرأ الفضائية وفي برامج الوعظ الديني وفي حلقات الدروس وخطب الجمعة.
كان يمكن أن أقبل ما جاء في رسالتك، لو أن الإسلام دين جاء إلى البدو والأعراب حصراً لأن ما يقال عن اللباس الشرعي هو لباس المرأة العربية في القرن السابع وإلى اليوم وهو لباس سكان شبه جزيرة العرب والبدو. ألا ترين معي أنه حتى الذكور في شبه جزيرة العرب يغطون رؤوسهم. وبما أن الإسلام رسالة للناس جميعاً حسب قوله تعالى في الأعراف 58. فاسمحي لي أن أختلف معك حول مسألة الحجاب، ولا تنسي أن الاختلاف لايفسد للود قضية.

الأخت الكريمة مريم تستطيعين قراءة طرح الدكتور محمد شحرور حول مسألة الحجاب بالتفصيل و ذلك في الفصل السادس من كتابه الرابع :
(( نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي - فقه المرأة ))
على هذا الرابط
http://www.shahrour.org/book4.htm

ولك منا جزيل الشكر
إدارة الموقع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق