الاسم | الدكتور محي الدين | البلد | فرنسا |
ما رأيك أستاذي في مسألة ما يسما بالمعجزة العددية في القرآن و خاصة العدد 19؟ وهل يمكن أن نؤمن أن القرآن هو 100% كما نزل علئ نبينا محمد؟ أليس من المنطقي أن نعتقد انه و لو نسبة جد ضئيلة من القرآن(0,1%) يمكن أن تكون خاطئة على الآقل بسبب خطأ في التشكيل؟ كيف يمكن آنذاك أن نتكلم عن معجزة عددية؟ كيف يجب أن نتعامل مع هذه القضية الجد مغرية للعِلميين scientifique أمثالي؟ و شكرا مقدما. |
|
البريد الإلكتروني | mbbouzidi-nospam@yahoo.com | التاريخ | 29/1/04 |
إلى الدكتور محي الدين 29 كانون الثاني 2004 : ثلاثة سطور هي رسالتك، فيها ثلاث مسائل من " كعب الدست" كما يقول العوام في بلدي، أولها سؤال كبير: هل يمكن أن نؤمن بأن القرآن هو كما نزل على نبينا محمد (ص) ؟. وسأتجنب عامداً الدخول في تفاصيله التي تعرفها أنت وأعرفها أنا ويعرفها معنا كثيرون، ولا يفيد البحث فيها بشيء سوى بإثارة الريب في نفوس أنصاف المثقفين وبتبادل الاتهامات بين الطوائف. سأضع لهذا السؤال الكبير جواباً صغيراً فأقول: ولم لا ؟؟ .. ما الذي يمنع ؟. ثانيها احتمال وجود ولو نسبة جد ضئيلة من القرآن ( 01% واحد بالألف) خاطئة بسبب خطأ في التشكيل. وفي هذه المسألة أقول: هناك علم من علوم القرآن، عند من جعلوا من كتاب الله – لغاية أو لأخرى – موضوعاً أكاديمياً له متخصصون ولا يجوز لغيرهم الكلام فيه، اسمه علم القراءات. من الفقهاء من جعلها سبعاً، ومنهم من جعلها عشراً، ومنهم من وصل بها إلى أربع عشرة قراءة، مثل قراءة حفص وورش وعاصم وغيرهم. وهناك – حسب تعبير الزمخشري في الكشاف – قراءات مشهورة وقراءات شاذة، ونلاحظ أنه لم يقل قراءات صحيحة وقراءات خاطئة. هذه القراءات بمجموعها، يزعم القائلون بها أن النبي (ص) قرأ بها، أو أنه سمعها وأجازها ولم يمنعها. ورغم تحفظنا على صحة هذا العلم، ودعوتنا الدارسين الإسلاميين إلى الاهتمام بدراسته. كما في كتابنا الرابع "نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي – ص 182 – 189، إلا أنه لايدخل في باب التصحيف الذي ورد في رسالتك تحت عنوان "خطأ في التشكيل"، والذي لا أدري لماذا تحاول زرع الشك عبره في صحة مابين أيدينا من مصاحف. ثالثها: المعجزات العددية في القرآن ودلالاتها ومعانيها، ومنها العدد 19 في قوله تعالى }عليها تسعة عشر { المدثر 30. والواقع أن العديد من الأعداد ورد ذكره في كتاب الله تعالى، كالعدد 9 في النمل 12 و 18 وفي الإسراء 101. والعدد 8 في القصص 27 والزمر 6 والحاقة 17. والعدد 7 في البقرة 29 و 261 وفي يوسف 46 و 47 و 48 وفي الإسراء 44 وفي المؤمنون 17و86 وفي نوح 15 وفي الحجر 44، وغيرها. ولقد قرأنا أبحاثاً حاول أصحابها أن يؤولوا فيها دلالات هذه الأعداد، ووجدنا في بعضها إتكاءً فاحشاً متعسفاً وفي بعض آخر شطحاً صوفياً لايصلح ليكون تفسيراً رياضياتياً لهذه الأعداد. فإذا عدنا إلى الآيات وجدنا لهذه الأعداد دلالات ومعانٍ لا تتعداها. فالعدد 19 هو عدد الملائكة من زبانية النار. والعدد 9 هو عدد معجزات موسى (ع) ودلائل نبوته، والعدد 7 هو عدد السموات والسبع المثاني، وهكذا. ولكن تبقى هناك إشارات غامضة ومعان مبهمة في علاقة هذه الأعداد بعضها مع بعض لايستطيع المتأمل أن يتجاهلها، وكأن المسألة أعقد وأعمق من كونها مجرد عدد الزبانية أو عدد حملة العرش أو عدد السموات الطباق أو عدد آيات الفاتحة. فالأصل في اللغات الإنسانية هو الأصوات (المقاطع الصوتية) وليس الحروف (الأبجدية)، وللتوضيح نقول أن } يس { تتألف من مقطعين صوتيين لحرفين أبجديين، أما " ياسين" فتتألف من مقطعين صوتيين لخمسة حروف أبجدية. والعدد 19 هو عدد السور التي تشكلت فواتحها من السبع المثاني. أما العدد 7 فهو عدد آيات السبع المثاني. وأما العدد 11 فهو عدد المقاطع الصوتية في السبع المثاني . فإذا نظرنا – في ضوء ما سلف – إلى المعادلة التالية : 7/11 + 7/19 - 7/ (11x19) = 1.0 رأينا فيها أمراً عجيباً، يستحق أن يقف عنده أهل العلاقات الرياضياتية، لايستطيع تأويل ظاهر الآيات أن يفسره، يمكن أن يكون منطلقاً لاشتقاق الثوابت الكونية أو الأعداد المتعالية من السبع المثاني، التي قدَّمها تعالى على القرآن في قوله سبحانه } ولقد آتينك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم { الحجر 87. أي أن : السبع المثانـي + القـــرآن + تفصيل الكتاب = النبوة (التعبير الصوتي والرياضي عن الوجود) (التعبير البلاغي عن الوجود) (شرح محتوياته) ولعل الإطلاع على ما قاله أينشتاين وهوكينغ في مجال "نظرية كل شيء" يلقي بعض الضوء على ما ذهبت إليه. بارك الله بك |
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق